يعيش فلاحو الجهة الشرقية هذه الأيام على أعصابهم، جراء الأنباء المتواترة عن ما خلفه فيروس الحمى القلاعية في أزيد من سبع ولايات بالوسط، الخوف الكبير أن يزحف هذا الوباء على قطعان البقر بالولايات الشرقية على مستوى أكبر مزارع مربي الأبقار بكل من ولايتي الطارف وسوق اهراس، من خلال تداول توقيف نقل أعلاف الماشية وبيعها بالأسواق على مستوى أغلب ولايات الوسط تحسبا لانتقال العدوى، بعد أن أتت على رؤوس أبقار مربي ولايات الوسط: سطيف، البويرة، برج بوعريريج وباتنة...
من أجل الوقوف على حجم هذا الوباء وأهم الإجراءات المتخذة على مستوى الولايات الشرقية، خاصة تلك التي تتواجد بها أعداد كبيرة من رؤوس البقر، كان لنا حوار مع منصوري عبد الرحمان، مدير الفلاحة بسوق اهراس، أكبر الولايات الشرقية إنتاجا للحليب من خلال الريادة في تربية البقر.
^ الشعب: إلى أي حدّ تتابعون الأنباء الواردة عن اتساع رقعة عدوى داء الحمى القلاعية في الوطن؟
^^ منصوري: بالنسبة لداء الحمى القلاعية نحن في الولايات الحدودية كانت لنا احترازات كبيرة، منذ أزيد من 03 أشهر، بعد أن تم اكتشاف بؤر للمرض بالجارة تونس، فأرسلت إشارات الإنذار للولايات الحدودية لكل من سوق اهراس، تبسة، وادي سوف والطارف. وكان لنا تنسيق عال مع مديرية الصحة البيطرية.
الإجراءات الاحترازية اتخذت كذلك قبل شهر رمضان لهذا العام، بغلق أسواق الماشية على مستوى المناطق الحدودية للولايات السابق ذكرها، بالإضافة إلى ولاية الطارف الحدودية، اين أجريت عملية معاينة ميدانية لأهم المناطق التي تكثر بها قطعان الماشية والأبقار المنتجة للحليب. وبالتالي، تعتبر الولايات الشرقية سبّاقة في عملية التحسيس مقارنة بولايات الوسط التي حدثت فيها العدوى والتي نحن في اتصال دائم مع وزارة الفلاحة ومديريات الولايات الداخلية لتحديد زحف هذا الداء من أجل احترازات السلامة لقطعان البقر.
^ هل أنتم مستعدون لمواجهة هذا الداء في حال انتقال العدوى؟
^^ كما سبق وأن ذكرت نحن على استعداد منذ أزيد من 03 أشهر والفضل يعود إلى المصالح البيطرية التي حددت بؤرا للداء على مستوى بعض الولايات التونسية المتاخمة لحدودنا الشرقية. هذا بالإضافة إلى المتابعة الدورية لقطعان الماشية على مستوى أهم مناطق تربيتها، ومتابعة تطور المرض على مستوى الولايات الموبوءة.
^ كيف بإمكانكم معرفة انتقال العدوى من عدمها؟ وإلى أي مستوى وصلت عملية التحسيس؟
^^ بالنسبة لمعرفة العدوى من عدمها، نحن على اتصال دائم بالفلاحين من خلال العديد من وسائل الاتصال، تأتي في مقدمتها اللقاءات التحسيسية التي نظمتها المديرية مع ممثلي المربين، والتوجه بحصص عن الداء ومخاطبة الفلاحين من خلال الإذاعة الجهوية لسوق اهراس، أين كانت لنا معها العديد من اللقاءات فيما يتعلق بأعراض المرض وأهم الاحترازات الواجب تطبيقها، تأتي في مقدمتها الاتصال بأقرب بيطري والتبليغ عن أي حالة مشكوك فيها. يوم أمس فقط، كانت لنا جولة ميدانية على مستوى بلدية المراهنة، أين وقفنا عن قرب على أهم أماكن تربية الأبقار من اسطبلات وأحواش ومزارع، وقدمنا شروحات تطبيقية، مطمئنين الفلاحين الذين باتوا متخوفين على رؤوس ماشيتهم من هذا الوباء القاتل.
احتياطات لمواجهة الخطر
^ هل وصلتكم جرعات اللقاح المضادة للمرض؟
^^ بالنسبة للقاح، مع ظهور بؤر لداء الحمى القلاعية على مستوى الجارة تونس منذ أزيد من ثلاثة أشهر. تم تزويدنا بمخزون أمان من اللقاح بما يعادل ألف جرعة من أجل الإحاطة بالمرض مع أي أعراض يمكن أن نظهر. الحمد لله لحد الساعة لم نسجل أي إصابات، لكن هذا لا يعني أننا في مأمن من هذا الوباء القاتل، بل نحن نتابع وبصورة دورية على جبهتين - إن صح التعبير - على مستوى الحدود الشرقية وهي سباقة في ظهور أعراض المرض بها، وعلى مستوى المدن الداخلية التي باتت تشكل خطرا يهدد باقي الولايات في أي لحظة.
^ هل هناك اتصال للفلاحين بكم للسؤال عن هذا المرض وأعراضه؟
^^ أكيد يوم أمس فقط ونحن ببلدية المراهنة، أبدى العديد من الفلاحين تخوفهم من هذا المرض بعد ظهوره على مستوى العديد من الولايات الداخلية، لكن نحن نطمئن الفلاحين بأننا عيون ساهرة نتتبع هذا الوباء لحظة بلحظة، ونطلب منهم فقط التبليغ عن أي حالات مشكوك فيها، خاصة أعراض اللعاب بالنسبة للأبقار والصرع، والاتصال بأقرب مصلحة بيطرية.
كما نؤكد على ضرورة حيازة بطاقات تلقيح لقطعانهم من أقرب بيطري يتعاملون معه من أجل تسهيل المهم علينا وعلى حصر العدوى في حال ظهورها.
^ ما هي أهم الخطوات الاحترازية التي يمكن تقديمها للفلاحين من خلال جريدة «الشعب»؟
^^ كخطوة احترازية، بعد التبليغ عن ظهور أي أعراض، يجب على الفلاحين الالتزام بشروط النظافة على مستوى اسطبلاتهم، من خلال استخدام مادة الجير وتطهير الاسطبلات التي بها شيء من الرطوبة، هذا بالإضافة إلى اعتماد اليقظة العالية في متابعة الماشية.
الدولة وعن طريق وزارة الفلاحة، واقفة إلى جانب الفلاح من خلال تعويضه عن فقدان ماشيته بما نسبته 80% وبالتالي نرجو من الفلاحين عدم التكتم عن أي أعراض، لأنهم سوف يتلقون دعما وتعويضا عما يفقدونه من الدولة بصورة مباشرة.