أسهب الدكتورعمار طالبي رئيس لجنة اغاثة غزة، أثناء نزوله ضيفا على «الشعب» في الحديث عن المجازر التي ترتكبها آلة الاحتلال واستمرار العدوان على المدنيين العزل، وتدمير كل البنى التحتية ونسف البيوت وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ أمام ارتفاع حصيلة الشهداء الذي فاق ألف شهيد، وتزايد عدد الجرحى، واستحالة معالجة الحالات المستعصية، منهم الذين تتطلب حالاتهم التدخل الطبي الاستعجالي، وهذا كله يقابله غلق لكل المعابر مما يعقد الوضع أكثر وأكثر .
وأمام الصمت العربي المتباين جراء مايحدث في غزة والتحرك الدولي لجعل المبادرة الاوروبية كهدنة لايقاف النار الا أن الطرف الاسرائيلي مازال يصر على انتهاكه لحقوق الانسان بأرض أولى القبلتين وثاني الحرمين ضاربا بذلك كل المواثيق الدولية التي تمنع الاعتداء على المستشفيات، واماكن العبادة والمدارس، ومراكزالاغاثة، وغيرها من المؤسسات التي لا يجب المساس بها تحت اية طائلة .
وفي اجابته عن الموقف التاريخي الذي قام به رئيس الوزراء التركي اثناء استضافته في المنتدى الذي خصص لغزة، أين شهد حضور شيمون بيرييز والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حيث عمد أردوغان للخروج من الاجتماع غير آبه بكل الحضور لأنه شعر أن الطرف الاسرائيلي يستهجن ويقلل ويتطاول على القضية الفلسطينية، وهوما لم يتقبله على الاطلاق وغادر الندوة مما جعل الشعب التركي يشيد بهذا الموقف الذي قام به اردوغان .
وفي هذا الشأن أوضح الدكتور طالبي بأن تركيا فيها حزب العدالة والتنمية، هذا الحزب الذي له جذورا اسلامية وان كانت له علاقة مع اسرائيل لكن هذه العلاقة بعد سفينة “مارمارة “اهتزت وضعفت وأصبح الأتراك لايؤيدون اسرائيل في الكثير من الامور، لكن العرب سكتوا، هل معنى هذا أن العجم كانوا اشد حرصا على مقدسات المسلمين من العرب الذين هم أولى بالدفاع من غيرهم رغم أنهم فتحوا بيت المقدس وتعاهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في اسناد “العهدة العمارية” حين ثار عليه المسيحيون الذين أعطى لهم مفتاح بيت المقدس واضعا شرطا أن لا يدخلها يهودي. عمر بن الخطاب وافق، ولكن المسلمين من بعده فرطوا، وتركوا سبيلا في دخول اليهود، وهذا هو السبب الذي أدى الى هبوطهم وكونوا عصابات، وحاربوا سكان فلسطين، الذين كانوا مستضعفين، وكانت الجيوش الاسلامية تزعم أنها تدافع عنهم لكنها كانت جيوش متخاذلة، لا وحدة بينها، وهذا يجرنا للدخول في مرحلة جديدة بالنسبة لغير العرب .
وفي نفس السياق أوضح طالبي أن هناك استراتيجية لو أن المسلمين استعملوها لكانت قوة عظيمة وهي كل من تركيا، ايران، باكستان، اندونيسيا، هذه الأخيرة متقدمة جدا من حيث التقنية، هؤلاء يشكلون قوة عظيمة لو تفطنوا لأنفسهم، لكونوا أمما متحدة أخرى جديدة. متسائلا هل تظن اسرائيل أنها باعتبارها بحيرة تعيش وسط محيط من المسلمين والعرب هو معناه انهم متخلفين ؟
يأتي اليوم الذي تذهب فيه اسرائيل لان الله سبحانه ذكر في كتابه :« واذ تأذن ربك ليبعثن عليهم الى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب” والتاريخ حافل بالمشاهد ، الفرس دمروهم ، ثم جاء الروم دمورهم ،ثم جاء بعدها المسلمون ولم يجدوا اليهود في بيت المقدس بل وجدوا الرومان . لم يدمروا اليهود أو أذهبوا بحكومة لهم انما كانوا بقايا البزنطيين وأسسوا امبراطورية واستقروا بها ،وفتحوها سنة 14 للهجرة تقريبا.
«العهدة العمارية” كانت ميثاقا عظيما لكن فرط المسلمون فيها ، وفتحوا الطريق لهؤلاء الناس الذين جاؤوا من كل حدب وصوب، وجاء اليهود الى فلسطين وكونوا عصابات وساعدهم الغرب وخاصة البروتستانت في ذلك بعد وعد بلفور ووزير الخارجية البريطاني الذين كانوا الدعم في توافد اليهود، ضف الى ذلك “نابليون بونابرت “الذي قال يجب أن نجعل لليهود دولة لتساعدنا في احتلال العالم، لذلك نشعر اليوم أن العالم اليوم متصيهن وصليبي هذا بالنسبة للنظم.
أما بالنسبة للشعوب فقد ذكر طالبي أن الشعوب الواعية اليوم لها ضمائر ولها بصائر ترى ماهو منكر، ولم تسكت لانها ليس لها أهداف أخرى غير انسانية وهي ترفض كراهية الانسان، والعداء للنساء ،والاطفال ،والشيوخ، لان ما يحدث شيئ فظيع .الا القاسية قلوبهم يرون الحقيقة مثل الصهاينة يقتلون الانسان ويهدمون الجدار.