يؤكد خلال ندوة صحفية:

رداءة الأحوال الجوية احتمال أولي لتحطم الطائرة وفرضية العمل الإرهابي مستبعدة

قسنطينة: مبعوث “الشعب” حمزة محصول

كاميرات مراقبة لأحياء غرداية ولا تساهل مع من يدفع إلى الفتنة

قدم الوزير الأول، عبد المالك سلال، أمس، جملة من التوضيحات والإجراءات المتخذة من قبل الحكومة، بشأن قضايا تعلقت بزيارته الميدانية لولاية قسنطينة وأخرى وطنية، حيث رجح إمكانية سقوط الطائرة التابعة للخطوط الجوية الجزائرية بمالي لسوء الأحوال الجوية، وجدد موقف الجزائر الثابت اتجاه القضية الفلسطينية وغزة، وأكد حرص الدولة على إرجاع الهدوء والسكينة إلى غرداية.

أفاد الوزير الأول، أن رداءة الأحوال الجوية تبقى الاحتمال الأكبر لسببية سقوط الطائرة المستأجرة من طرف الخطوط الجوية الجزائرية بمدينة غاو ـ شمال مالي ـ صباح الخميس الفارط، وأوضح في ندوة صحفية عقدها بمقر ولاية قسنطينة، أن فرضية العمل الإرهابي ضعيفة جدا إن لم تكن منعدمة، مفيدا أن التحقيقات التي ستشارك فيها كل من الجزائر، فرنسا، مالي، بوركينافاسو وشركة ماك دونال الإسبانية ستكشف عن الأسباب الحقيقية للحادث الأليم.
وقال سلال “إن الأحوال الجوية كانت صعبة للغاية في ذلك اليوم جراء تشكل جدار سحاب مشكل من تيارات باردة وساخنة نجمت عن الرياح القوية والزوابع الرملية، ما يخلق داخله تيارات كهربائية خطيرة على سلامة الطائرات”، مؤكدا “إن العامل الجوي يبقى الاحتمال الأولي لسقوط الطائرة التي كانت تحمل على متنها العديد من الأجانب قادمة من العاصمة البوركينابية واغادوغو”.
وقدم جملة من المعطيات، ضعّفت احتمالية عمل إرهابي قائلا “إن منطقة السقوط ليس فيها الكثير من الجماعات الإرهابية أو المسلحة، ومن الصعب جدا عليهم إرسال صاروخ وإصابة طائرة تحلق على علو أزيد من 9 كلم، فالأمر يحتاج إلى امتلاك وسائل حديثة ودقة في التصويب وهذا ما لا نعتقد أنه بحوزتهم”، مضيفا “الخبراء كلهم يجمعون على أن الأمر من الصعب حدوثه”. وهل هناك شيء داخل الطائرة؟ يجيب الوزير الأول أن التحقيقات هي التي ستبين العوامل الرئيسية.
وكشف عبد المالك سلال، أنه تم العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة، وسيعكف خبراء فرنسيون على فحصهما، لافتا إلى مشاركة الجزائر، مالي، بوركينافاسو، وشركة ماك دونال الإسبانية المالكة للطائرة.
وأكد أن الجزائر كانت أول من أبلغ عن الحادث فور وقوعه، وأنه أمر وزير النقل بتشكيل خلية أزمة وإسعاف على مستوى مطار هواري بومدين، وأوضح أن طائرة تابعة للقوات الجوية الجزائرية من نوع “هرقل 630” مشاركة في عملية البحث وأقلعت من مطار برج باجي مختار نحو غاو والمناطق الحدودية، وتمت إجراءات تحديد الموقع بالتنسيق التام بين السلطات الجزائرية والفرنسية والمالية.
وضم الوفد الذي قاده عمار غول، وزير النقل إلى مكان الحادث، خبراء جزائريين وعناصر من الحماية المدنية. وأشار المتحدث إلى سلامة الطائرة من الناحية التقنية قبل إقلاعها حسب ما أكدته الفحوصات الأخيرة التي أجريت عليها.
وفي السياق قال سلال، أن العدد الهائل للمسافرين والذي يتوقع أن يصل هذه السنة إلى 2 مليون و600 مسافر دفع شركة الخطوط الجوية الجزائرية إلى استئجار 05 طائرات مثلما هو معمول به في العادة.
وبشأن العدوان الإسرائيلي على غزة، أكد عبد المالك سلال، ثبات الجزائر على مواقفها التاريخية تجاه القضية الفسلطينة، وذكر “إننا الدولة الوحيدة التي تقدم مساهمتها المالية قبل الوقت المحدد وهذا واجب”. وأضاف “أن الجزائر وبأمر من رئيس الجمهورية تحركت على مستوى هيئة الأمم المتحدة وطالبتها بإرغام الاحتلال عن وقف عدوانه على شعب غزة”.
وقال أن الدولة تعطي الحق كاملا للشعب الجزائري بجميع أطيافه ومكوناته للتضامن مع إخوانه في غزة، موضحا أن هناك عملا حثيثا يجري القيام به لتشكيل قطب عربي قوي مع مصر للدفاع عن المصالح القومية.
وأكد أن بلادنا تسعى دائما لما فيه الخير للدول العربية “سعينا للحل في ليبيا بإشراك دول الجوار فقط وإبعاد التدخل الأجنبي الذي سيكون له تداعيات وخيمة على البلاد ويخلق مشكلة حدود”، وأكد أن جهودا مضنية بدلتها الدبلوماسية الجزائرية لجميع أطراف الأزمة المالية في الجزائرية “ما نقوم به يسير في الطريق الصحيح حيث تم توقيع خارطة طريق المفاوضات ووثيقة وقف الاقتتال وجرى تبادل للأسرى بين الجانبين”.
سلال، عاد للوضع الأمني في ولاية غرداية، مشددا على أن الدولة لن تتساهل مع من يخل بأمن وهدوء المنطقة، حيث وجه تعليمات صارمة للعدالة بمحاسبة كل من يتورط في أعمال ومحاكمته وسجنه. وقال أنه تم سجن 70 شخصا ثبتت إدانتهم لغاية الآن.
وأعلن عن الشروع في تنصيب كاميرات مراقبة لكافة الأحياء، وأوضح المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي أن القضية لا تتعلق باستخدام القوة في غرداية “لدينا قوة جبارة وكبيرة في المنطقة، لكن المشكل متعلق بإعادة الهدوء والسكينة والتفكير في الدخول المدرسي المقبل الذي هو يجري على ما يرام ويدرس التلاميذ معا في قسم واحد”.
وشدد على أن وحدة الشعب والوطن لا يمكن التساهل معها، ولن تتساهل الدولة مع كل ما يمس أمن واستقرار المواطنين، وأضاف أن غرداية تملك مشاريع تنموية معتبرة مسجلة ولا يتعلق الأمر بمطالب أو إعادة الاعتبار وإنما بإرجاع الهدوء والقضاء على الجماعات المافيوية الغريبة عنها.
وعن مكافحة الفساد، أكد الوزير الأول أن تحقيقات العدالة متواصلة لكشف المتورطين، وجميع الملفات “سواء الخليفة أو سوناطراك تسير بشكل عادي ومن الطبيعي أن تأخذ وقتا” وسجل أن “الجزائر قامت بعمل شاق قبل أن تتمكن من إعادة عبد المومن خليفة للبلاد”.

مشاريع ستعيد العظمة الثقافية لقسنطينة

قال الوزير الأول، عبد المالك سلال، أن الزيارة التي قادته أمس، إلى عاصمة الشرق الجزائري مرفوقا بـ15 وزيرا، جاءت في إطار تفقد ومتابعة مدى تنفيذ المشاريع الجارية، وبالأخص الإجراءات الخاصة ببرنامج  قسنطينة ـ عاصمة الثقافة العربية ـ ابتداء من 15 أفريل 2015.
وكشف عن تسجيل 50 مشروعا بقيمة 7 ملايير دينار خصصت للنشاطات الثقافية و54 مليار لإنشاء مشاريع متعددة وذات طابع سياحي، حيث تستفيد الولاية العام المقبل من فندق ماريوت ذو الـ5 نجوم كما سيعاد الاعتبار لفندق سيرتا ويصبح من ذات الدرجة وكذا نزل البانوراميك على أن تسند مهمة التسيير إلى شركة ستاروود العالمية.
وأفاد أن الولاية ستستعيد عظمتها التاريخية والثقافية، حين اكتمال ترميم قصر الثقافة وقاعة زينيت للعروض التي تعد الأكبر وطنيا.
وعقد سلال، اجتماعا وزاريا مصغرا مع السلطات المحلية، قال أن الغرض منه إشراك سكان المنطقة في الفعالية العربية، وأعلن عن الانطلاق القريب في مشروع حي العلوم “وهكذا سنسترجع قوة الثقافة الجزائرية المبنية على الأصالة والمعاصرة”، وطمأن بشأن استلام المشاريع في آجالها المحددة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024