بعد استقرار الوضع الوبائي

استئناف النّشاطات الطبية والتّكفّل بالأمراض المزمنة

صونيا طبة

 تسجّل الجزائر انخفاضا مستمرا وغير مسبوق في عدد الإصابات والوفيات بسبب فيروس كورونا، مسجّلة أدنى مستواياتها منذ بداية انتشار الجائحة، ما يؤكّد تحسّن واستقرار الوضع الوبائي، وتجاوز مرحلة الخطر والضغط الكبير الذي عاشته المستشفيات خلال الموجات السابقة.

 استحوذت عملية التكفل بمرضى كورونا على أغلب النشاطات الطبية مع بلوغ اصابات كورونا ذروتها، وأثّر تدهور الوضع الوبائي في البلاد على سيرورة العمل في أغلب المصالح الصحية للمستشفيات التي تحولت للتكفل بمرضى كوفيد على حساب التخصصات الأخرى، والاكتفاء باستقبال الحالات الحرجة قبل أن تعرف الحالة الوبائية استقرارا في عدد الإصابات، وهو الأمر الذي جعل وزارة الصحة تتّخذ قرار استئناف جميع النشاطات الطبية، وتقديم خدمات صحية للمرضى في كافة التخصصات على مستوى الهياكل الصحية.
في هذا الإطار، أكّدت نائب مدير مكلفة بالأمراض غير المعدية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات جميلة ندير في تصريح لـ «الشعب»، أنّ استئناف الأنشطة الطبية في مختلف المراكز الاستشفائية والمؤسسات الصحية بدأ بصفة تدريجية تماشيا مع تطورات الوضعية الوبائية، مضيفة أنّ تراجع منحنى الوباء سمح بالعودة للنشاط الصحي المتخصص، والعمل على نطاق واسع والتكفل ببقية المرضى، خاصة الذين يعانون من أمراض مزمنة كالسكري ومشاكل القلب وارتفاع الضغط الدموي.
وقالت إنّ التكفل بالمرضى على مستوى المصالح الطبية لم يتوقف بالرغم من الظروف الصعبة التي فرضتها جائحة كورونا، مشيرة إلى أنّ الطاقم الطبي وشبه الطبي كان دائما على هبة الاستعداد لاستقبال المرضى وتقديم الرعاية الصحية، وإنما المرضى هم الذين يرفضون التوجه إلى الهياكل الصحية للعلاج والتشخيص خوفا من التقاط عدوى الفيروس، ما جعل وزارة الصحة تخصّص عيادات طبية متنقلة جابت أكثر من 17 ولاية بمساهمة أطباء متطوعين سهروا على التكفل بالمرضى، الذين يتعذر عليهم الذهاب إلى المستشفى، وإجراء التشخيص المجاني والتحاليل الطبية وفحوصات الأشعة للمواطنين المتواجدين في مناطق الظل.
وكشفت بأنّ تعليمة وزارية وجّهت لجميع مديري ولايات الصحة عبر الوطن لتحسين ظروف التكفل بجميع المصابين بأمراض مزمنة على مستوى المستشفيات قبل شهر رمضان لتجنب حدوث مضاعفات صحية، وذلك في إطار تعزيز استمرارية العمل وتقديم خدمات نوعية لفائدة المواطن.
وأكّدت في السياق، أنّ الاستشارات الطبية الروتينية تجرى بصفة عادية على مستوى جميع المصالح الطبية، والمرضى يتوافدون عليها لإجراء الفحوصات والمراقبة الطبية، وتقييم شامل عن صحة بعض الفئات قبل اتخاذ قرار الصيام لا سيما بالنسبة للمصابين بأمراض مزمنة كالسكري.
وأضافت نائب مدير المكلفة بالأمراض غير المعدية بوزارة الصحة، أنّ الاستئناف الكلي للنشاطات الطبية المتخصصة تزامنا مع تراجع كبير في عدد الإصابات بفيروس كورونا سيسمح بضمان أحسن تكفل بالمرضى، والكشف المبكر عن الأمراض غير المتنقلة قصد تجنب مضاعفاتها الخطيرة خاصة في شهر رمضان.
وأشارت إلى أهمية الخدمات الطبية التي ستقدمها القوافل الطبية التي انطلقت منذ أيام من الجزائر العاصمة باتجاه مناطق الظل بولاية تلمسان والأغواط في إطار التوعية والتحسيس بمخاطر عدم الاستشارة الطبية قبل اتخاذ قرار الصيام، وكذا العلاج والتشخيص.    

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024