نجاوي كريم، مهتم بعلوم الفلك، الفيزياء والزلازل

إخراج البحث العلمي من المخابر المغلقة إلى الفضاء المفتوح

ب. سعيد

تقدم إلى مقر الجريدة، ليس لطرح شكوى لطلب شغل أو سكن، إنما لإثارة نقاش حول واقع البحث العلمي. إنه السيد نجاوي كريم، المقيم بدرارية، الذي توّج مساره المهني والعلمي في علوم الفلك، الفيزياء والجيوفيزياء (علم الزلازل) بالخوض في إثارة الجدل حول النظريات التي يتم تدريسها منذ عقود طويلة.
يقول الرجل وهو عصامي، ‘’لقد حرصت على متابعة تطور هذه العلوم بالمطالعة المتخصصة ومواكبة الأحداث عالميا، إلى أن وصلت إلى ‘’نتيجة بوجود أخطاء في النظريات’’ التي تدرّس حول علوم الفلك’’. النتيجة، بحسبه، تتلخص في نظرية أطلق عليها اسم «النظرية الشاملة»، التي يعتبرها تعاكس النظريات المعمول بها حاليا والتي تصنّف في خانة القداسة.
محدثنا يطرح مسألة موقع الأرض في الكون، حيث توصل، كما يشير إليه وبالحسابات الفلكية، إلى تحديد الأرض، باعتبارها مركز الكون وليس النظام الشمسي الذي يقدر نصف قطره بـ21 مليار كلم ويدور حول الأرض التي تدور حول نفسها. ولأن كبار الفيزيائيين في علم الكون، توصلوا إلى قوانين الفيزياء لا تفسر الكثير من الظواهر الفلكية والكونية، فطالبوا بإحداث فيزياء جديدة تتصدى للمسألة. وأضاف يقول، إننا في مرحلة تعرف بالمضاربة العلمية من أجل تبرير الميزانيات الضخمة التي تستنزف من المخابر، مسجلا أنه لا يجد من الدعم والوسائل لتنمية البحث في هذا المجال، بينما ترصد موارد هائلة لنشاطات غير مجدية بالنسبة لمستقبل الأمة. ومن ضمن ما توصل إليه، أن نظرية توسع الكون السائدة منذ العشرينيات من القرن الماضي ‘’غير سليمة’’، لأن - برأيه - الكون ثابت، وقد أيّدت هذا دراسة في 1978، كما أن الحركة التراجعية للكواكب، منها كوكب الزهراء، الذي له حركة كل سنة وسبعة أشهر، تثير جدلا ولم تفسر علميا.
صاحب الجرأة العلمية، دعا إلى فتح نقاش جديد وتوظيف النتائج في مواجهة تحديات فك ألغاز الكون، مثل الزلازل. مثل هذا الاهتمام النوعي في زمن يطغى عليه الكسل واستهلاك كل ما يطرحه الخبراء الغربيون، يستحق اهتماما من الجهات المعنية، بتنمية روح البحث والاهتمام، لذلك يأمل أن يجد متابعة مع دعم لتجسيد ما يلجه من أفكار هي أقرب لتحديات ترتبط بالمجتمع برمّته.
وتأسف محدثنا للوضع الراهن للبحث العلمي ومكانته في المجتمع، مثلما تشير إليه تصنيفات الجامعة الجزائرية (الرتبة 49 ضمن 50 جامعة إفريقية)، محمّلا وسائل الإعلام مسؤولية في نشر ثقافة البحث وتكريس إرادة مناقشة ما هو قائم. ويقول بهذا الصدد، ‘’إن المجتمع بحاجة إلى إعلام نوعي ومتعمّق’’. الحقيقة مجرد امتلاك إرادة لطرح نقاش بهذا المستوى، مؤشر جيد ينبئ بإمكانية تصحيح مسار البحث وإخراجه من المخابر المغلقة لإطلاقه في رحاب المجتمع بمشاركة كل القدرات، بما في ذلك غير الأكاديمية. هذا أيضا يطرح مدى إدراك الجهات التي تسير المدينة لأهمية تخصيص فضاءات داخل النسيج العمراني لفئة من المواطنين يستهويهم البحث في الظواهر الكونية ومحاولة تشخيص ألغاز الكون. ألم تخترع النظريات من الفضاء الطبيعي المفتوح بالملاحظة والمتابعة؟. بالمناسبة كم من محل خصص للنشاطات العلمية مقارنة بمحلات تجارية حولت مدننا إلى أسواق، لا تعطي فرصة للعقل وتشغيله في إيجاد حلول لمعضلات يتم استيراد حلولها بالعملة الصعبة؟.
فمثل هذا الرجل، الذي يحمل محفظته في مدينة تنشط كالنحل، يمكنه تولّي تنشيط ثقافة علمية في المدينة، فيستميل إليه شبابا معطلا أكثر مما هو عاطل. فقد ينتجون حلولا عملية لاتزال المخابر النظرية عاجزة عنها.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024