رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية:

أمراض القلب والسكري من أكثر مضاعفات كوفيد-19

حياة. ك

يخلف كورونا مضاعفات تصل حد الإصابة بأمراض لم تكن من قبل لدى المريض، أبرزها أمراض القلب وأمراض الغدد وإصابة العيون قد تصل إلى حد العمى، والقائمة ما تزال طويلة. هذا ما أكده لياس مرابط رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية في تصريحه لـ «الشعب».

فيروس كورونا لا يتخلص منه الجسم حتى يترك أثارا في أي عضو، مضاعفاته تتسبب في أمراض لم يكن الإنسان مصابا بها من قبل، على غرار أمراض القلب والغدد الأكثر شيوعا، ناهيك عن أمراض المفاصل والأمراض الجلدية التي تصيب الاطفال أكثر من غيرهم؛ انه فيروس كورونا الذي ما يزال لغزا يحير الأطباء والباحثين في علم الفيروسات.
قال مرابط إن الأطباء مايزالون يكتشفون أثار الفيروس على الجسم، حيث انه بعد معالجة المصابين به، أصيبوا بعد الشفاء منه بأمراض اخرى، لم تكن لديهم من قبل، على غرار مرض السكري ومرض الغدد (الغدة الدرقية)، وأمراض أخرى لم يسلم منها الأطفال كإلتهاب المفاصل وأمراض جلدية مختلفة.
تعد أمراض القلب والشرايين، خاصة الجلطات القلبية والدماغية والتهاب االشرايين على مستوى الفخذ والرجل، الأكثر ملاحظة في الأشخاص الذين أصيبوا بكوفيد-19 والمتحورين عنه، بحسب ما ذكر الدكتور مرابط، بالاضافة الى مشاكل صحية اخرى متعلقة بظهور بعض حالات الحساسية.
أفاد مرابط، أن الفحوصات التي أجريت على المرضى الذين يشتكون من أمراض لم يكونوا مصابين بها من قبل، أثبتت ان هناك علاقة بفيروس كورونا، مشيرا الى ان هذا الوباء يصيب كل أعضاء الجسم، بما يفرزه من ردة فعل خلال المقاومة التي يقوم بها الجهاز المناعي، مؤكدا في هذا الصدد ان أغلب التعقيدات هي «ردود أفعال كوفيد».
فيما يتعلق بأمراض القلب، ذكر مرابط انه من الأثار التي يخلفها كوفيد، التهاب نسيج القلب وحدوث جلطات في هذا الأخير، وكذا التهابات في الشرايين، بالاضافة الى أمراض الغدد كمرض السكري والغدة الدرقية، والتهاب المفاصل وأمراض جلدية. كما ان هناك من الأشخاص في بعض الدول أصيبوا بالعمى، بعد ان خرّب كوفيد شبكية ونسيج العين، ومنهم من توفى على إثر ذلك، كما هو حال الطبيب الصيني الذي فقد بصره وتوفي فيما بعد، والذي نبه في بداية الجائحة، أن الفيروس لا يستثني أي عضو وانه يمكن ان يؤدي إلى العمى.
ليس هذا فحسب، فهناك أمراض ليست إنتانية (فيروسية)، لكن فيروس كورونا خلفها، والمتمثلة في الأمراض النفسية والعقلية او ما يسمى بـ(الصحة العقلية)، يقول مرابط في هذا الإطار أنه قد سجلت إصابات بالاكتئاب وامراض نفسية اخرى مختلفة خلفتها تعقيدات كوفيد.
بالنسبة للصحة العقلية، أفاد مرابط انه ظهرت لدى بعد الاشخاص الذين تعرضوا للاصابة بكورونا أعراض مرض (باركنسون) والزهايمر، لكن هذه الأمراض هي بنسبة قليلة، مشيرا الى ان هناك دراسات أجريت في الصين، الولايات المتحدة الامريكية، استراليا، ايطاليا وجنوب افريقيا، تؤكد ظهور أعراض الامراض العقلية على المصابين بفيروس كورونا المتحور.
فيما يتعلق بالشرائح العمرية الأكثر تعرضا لمضاعفات كوفيد والامراض الناجمة عنه، هي ما بين 50 و70 سنة. كما لوحظت تعقيدات في شرائح أقل سنا 20، 30 و40 سنة، وقد سجلت التهابات في المفاصل وأمراض جلدية لدى الاطفال، الذين لم يصابوا بالفيروس في بداية انتشاره منذ سنتين.
رغم كل هذه التعقيدات والأثار الخطيرة التي يخلفها فيروس كورونا في الجسم الذي يدخله، ما يزال هناك نقص وعي كبير لدى الجزائريين، هناك استهتار ولامبالاة كبيرة يقابلها العودة الى الحياة الطبيعية من خلال الفتح، لكن الخطر مايزال قائما، يؤكد المتحدث، بالرغم من الاستقرار المسجل في الوضعية الوبائية، لافتا الى ان هناك نوعا من عودة الفيروس في الصين ودول أخرى منها أوروبية، موضحا انه لا يمكن ان نتحدث عن الاستقرار في الجزائر فقط، والعالم يسجل إصابات بالآلاف يوميا.
ويشدد الدكتور مرابط في هذا السياق، على ضرورة الاستمرار في توخي الحيطة والحذر، وعدم التساهل فيما يتعلق بتطبيق الإجراءات الوقائية، مستدلا بالتصريح الأخير للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الذي حذر من خلاله من التساهل وأكد على ضرورة الإبقاء على اليقظة والابتعاد عن التراخي، لأن المؤشرات المسجلة عبر دول العالم تؤكد أننا لم نخرج من الجائحة بعد.



 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024