عادت الدبلوماسية الجزائرية إلى بريقها المعهود من خلال نشاطها المكثف وحضورها لكل المحطات والمنابر المحلية والإقليمية والدولية منحها قيما مضافة ومحطة للتشاور والتباحث حول مختلف الأزمات وبؤر التوتر.
وسجلت الدبلوماسية الجزائرية حضورا قويا في حادثة تحطم الطائرة الجزائرية القادمة من واغادوغو حيث لم يترك السيد رمطان لعمامرة الفراغ ،وسجل حضوره في كل مراحل الأزمة وهو ما جعل الجزائريين يتابعون الملف من مصادر جزائرية وفي الوقت المناسب في ظل منافسة شرسة من مختلف القنوات العالمية العالمية وخاصة منها الفرنسية.
كما كان لملف المفاوضات المالية ـ المالية التي احتضنتها الجزائر، دليلا آخرا على بعد نظر الجزائر وقدرتها على إيجاد الأرضيات المناسبة لحل الأزمات وعاد الجميع للجزائر في ملف الساحل بعد تجريب مختلف الصيغ التي انتهت بالفشل خاصة منها العسكرية، وقد سبق للجزائر وأن ساهمت بقسط وافر في حل الأزمة الإيريتيرية ـ الإثيوبية وهو ما جعل العالم كله يعترف بقدرة الجزائر على فضّ النزاعات.
ويبقى الجميع يراهن على دور الجزائر في دفع ملف الصحراء الغربية إلى برّ الأمان بحكم معرفتها بخلفيات القضية وبراءتها من الأطماع الاقتصادية، وهو ما زاد من مكانته بين الشعوب قبل الدول.
إن الدبلوماسية الجزائرية التي نجحت في لمّ شمل دول عدم الانحياز ودعوتها الدائمة لمختلف الملتقيات والمنتديات الخاصة بحقوق الإنسان ومختلف القضايا بما فيها المتعلقة بالتنمية، يجعلنا ننتظر أكثر منها، خاصة في القضية الفلسطينية، حيث تحاول الكثير من الأطراف التعتيم على المواقف الجزائرية ودعواتها لوقف العدوان ومعاقبة الصهاينة ومنح الدعم الكامل للفلسطينيين، حيث تعتبر الجزائر من الدول القليلة الملتزمة بدفع حقوقها للفلسطينيين دون الوقوف على التنديد بمعاملات الكيان الصهيوني.
الدبلوماسية الجزائرية تستعيد بريقها
حكيم بوغرارة
شوهد:212 مرة