عضو اللجنة العلمية البروفيسور رياض مهياوي:

نقـترح بروتوكولات لمواجهة أعراض ما بعـد كوفيـــد

صونيا طبة

لا حديث عن مناعة جماعية في غياب معطيات علمية

كشف عضو اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة ورصد وباء كورونا البروفيسور رياض مهياوي، عن اعتماد وزارة الصحة مخطط لمتابعة أعراض ما بعد الإصابة بكوفيد واقتراح بروتوكولات علاجية للتكفل بالأشخاص الذين تظهر عليهم مشاكل صحية ومضاعفات طويلة الأمد بعد الشفاء من الفيروس، خاصة لدى الشباب من 35 سنة فما فوق.
أوضح البروفيسور مهياوي، في تصريح لـ «الشعب»، أن اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة ورصد الوباء، بالتنسيق مع خبراء، أصدرت دليلا توجيهيا يتضمن جميع المعلومات حول كيفية التعامل مع الأعراض المرضية التي تستمر لدى بعض الأشخاص بعد الإصابة بفيروس كورونا، كالإرهاق الشديد والسعال وآلام الرأس وأمراض أخرى تمس القلب والرئة وأعضاء أخرى من الجسم قد تكون أكثر خطورة.
وأشار عضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد وباء كورونا، أن هذا الكتاب موجه للأطباء من مختلف التخصصات، من بينهم المختصون في أمراض القلب والأشعة ومختصون في الأمراض الصدرية والنفسية، ويحتوي على معلومات مفصلة تساعدهم على التعامل مع أعراض وأثار ما بعد الكوفيد وبروتوكولات علاجية لمتابعة جميع الحالات.
فيما يخص تطور الحالة الوبائية في ظل المستجدات الأخيرة، أكد عضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد وباء كورونا، أن جميع المستشفيات تجاوزت مرحلة الضغط، من خلال تسجيل انخفاض غير مسبوق في الاستشفاء منذ بداية انتشار الجائحة في الجزائر، إذ يقدر عدد المرضى الذين يتواجدون حاليا في المصالح الطبية عبر الوطن بـ676 مريض. كما تراجع عدد الوفيات وبنسبة كبيرة، بتسجيل حالتي وفاة في يوم واحد بسبب الإصابة بفيروس كورونا، مشيرا أننا نسجل للأسبوع الثاني تراجعا في الإصابات وارتياحا كبيرا في عمل الأطقم الطبية وشبه الطبية وجميع مهنيي الصحة على مستوى المستشفيات.
وأضاف، أن الوضع الوبائي مستقر أكثر من أي وقت سابق والجزائر تعيش حالة ارتياح واطمئنان إلى حد الآن، ما يدل على الخروج من الموجة الرابعة ولكن الحذر يبقى مطلوبا والاستمرار في الالتزام بالتدابير الاحترازية أمرا لابد منه، خاصة وأننا في موسم البرد الذي تنتشر فيه الفيروسات التنفسية والمتحورات الجديدة لفيروس كورونا، محذرا من التراخي في الاستمرار بتلقي اللقاح، باعتبار أن تحسن الحالة الوبائية لا يعني زوال الخطر نهائيا، بل ينبغي الاستعداد لمواجهة جميع المخاطر، مع الانتظار والترقب في الأسابيع القادمة.
بخصوص حقيقة بلوغ المناعة الجماعية، أجاب عضو اللجنة العلمية لمتابعة وباء كورونا، بأنه لا يمكن الجزم بتحقيق المناعة الجماعية، بعد انتشار المتغير «أوميكرون» وإنما يعتبر ذلك نظريا وغير مؤكد، نظرا لغياب الأرقام والإحصائيات والمؤشرات العلمية والاعتماد فقط على الملاحظات الميدانية، لأن ذلك يتطلب تشخيصا واسعا للمواطنين وأخذ عينة وإجراء التحاليل اللازمة لمعرفة العدد الحقيقي للإصابات بالمتغير أوميكرون.
وتابع في ذات السياق، قائلا «إنه من المستحسن تجنب الحديث عن اكتساب المناعة الجماعية، في ظل غياب معطيات وأدلة علمية، لأن ذلك يفتح المجال نحو التهاون والعزوف عن التلقيح، والاعتقاد بأن الأغلبية اكتسبوا حصانة طبيعية بعد الإصابة بمتحور أوميكرون وبالتالي فإنهم غير معرضين للخطر ولكن ذلك يبقى غير مؤكد».
ودعا البروفيسور مهياوي، إلى ضرورة الاستمرار في حث المواطنين وتشجيعهم على أخذ جرعات اللقاح كاملة ضد فيروس كورونا للوقاية من مختلف المخاطر المحتملة في المستقبل، مضيفا أن ضعف نسبة التلقيح في أي بلد يزيد من خطر ظهور متحورات جديدة قد تكون أكثر انتشارا من السابقة وتتسبب في موجة خامسة، كما يمكن أن يصبح الفيروس موسميا ويتطلب تلقيحا سنويا، معتبرا أن الحل الأنجع يكمن في أخذ احتياطات استباقية برفع نسبة التلقيح ومواصلة احترام التدابير الوقائية استعدادا لأي طارئ.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024