رفقاؤه في السلاح يشيدون بخصاله

الشهيد الطيب الجغلالي: دور مهم في نشر الوعي الثوري بالصحراء والهضاب

حياة / ك

زاوج بين مناضل وبطل ثوري ينحني الجميع أمام الانتصارات التي أحرزها وهو يواجه رفقة المجاهدين والشهداء استعمارا غاشما، وكونه رجل دين، ملم بكل ما تعلق بشؤون العقيدة، تلك هي الخصال التي ميزت الشهيد الشيخ الطيب الجغلالي، والتي أبرزها رفقاء دربه في السلاح الذين ما زالوا على قيد الحياة في منتدى الذاكرة الذي نظمته أمس يومية «المجاهد» بالتعاون مع جمعية «مشعل الشهيد».
وكان الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو من بين المجاهدين الذين احتكوا بالشهيد، وشهدوا معه معارك أثبت من خلالها قدرته النضالية في مواجهة العدو الفرنسي، وذكر أن الشهيد الجغلالي قد تولى قيادة الولاية الـ 6 في ظروف صعبة، «كان يتميز بالحكمة والتجربة وكان رجل دين بأتم معنى الكلمة».
قال عبادو أنه عاش مع الشهيد معارك منها «معركة الكرمة» في أولاد سليمان في منطقة الهضاب العليا التي استمرت طيلة يوم كامل، وحرص خلال مداخلته في هذه الندوة التاريخية على إبراز الخصائل التي تميز بها الشهداء والمجاهدين، والمتمثلة في تمسكهم بالأهداف والمبادئ، قائلا «عندما نحيي ذكرى شهيد من الشهداء التي دفعتهم الجزائر ثمنا لحريتها وانعتاقها، لتجديد العزيمة في الأجيال الصاعدة، لتحافظ على هذا الرصيد التاريخي الهام».
كما اغتنم الفرصة للتنديد بما يقوم به العدو الإسرائيلي بغزة في فلسطين في ظل الصمت الدولي، قائلا «نحس بما يحس به الشعب الفلسطيني، ونعيش آلامه، ونتمنى أن العالم العربي والإسلامي، يفيق من سباته، وأن يهب لدعم الفلسطينيين في الميدان، لأن التحرر لا يحقق بالتصريحات والأقوال»، للإشارة كانت هناك وقفة صمت أمام الشهداء الذين يسقطون يوميا في الأرض المقدسة.  
وقد أبرز اللقاء الأخير لمنتدى الذاكرة لموسم 2013 - 2014، البطولات التي قادها الشهيد الطيب الجغلالي، في ظل الظروف الصعبة التي عايشها،
ودخوله السجن لعدة مرات، وكذا الأحداث التي صنعت منه البطل الرمز.
وذكر المجاهد محمد الباي في هذا السياق بالمسار الثوري للشهيد الذي ولد بقرية العمارية 1916 من عائلة متوسطة الحال، تعلم في كتاب القرية، أين حفظ القرآن، وطلب العلم في الزوايا المتواجدة في ذلك الوقت، مشيرا للدور الذي لعبته في نشر قيم الوطنية والتشبع بها.
وعندما اشتد عوده دخل مجال النضال السياسي، حيث انخرط في حزب الشعب، غير أن المستعمر أخذ يتابع خطواته ويلاحقه، فأدخل السجن عدة مرات، لكنه لم يتوقف عن أداء مهمته تجاه الوطن، بل أصبح مصرا أكثر على نشر الوعي أوساط الشعب، وقال الباي أن الفضل كان للشهيد الجغلالي في نشر الوعي بالثورة في الهضاب العليا والصحراء ، وبعد كفاح مرير وبطولات استشهد سنة 1959، ومن بين الخصال الأخرى التي تميز بها حسب ما ذكر «الأخلاق الفاضلة والعمل في صمت والتواضع «.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024