كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد، عن فتح أبواب التوظيف أمام المتخرجين الجدد من مراكز التكوين شبه الطبي والأطباء في تخصصات مختلفة على مستوى وحدة الاستعجالات الجراحية بالمؤسسة الاستشفائية سليم زميرلي ومصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى مصطفى باشا، مؤكدا أنها مصالح جديدة مجهزة بأحدث التقنيات الطبية ومن شأنها أن تساهم في تمكين الطاقم الطبي من التكفل الأمثل بالمرضى.
أوضح وزير الصحة، خلال إشرافه على تدشين مصلحتين للاستعجالات الطبية الجراحية رفقة والي ولاية الجزائر العاصمة، أن الاستعانة بالأطباء الأخصائيين وشبه الطبيين سيكون حسب الطلبات والمعطيات الجديدة، في إطار تقديم خدمات استعجالية في المستوى والتكفل بجميع المتوافدين على المستشفيات في أفضل الظروف، قائلا إن الاستعجالات الطبية تعد واجهة المستشفيات وتطويرها يسمح بخلق قفزة نوعية في قطاع الصحة.
وأشار إلى أن ملف الاستعجالات الطبية يحظى بالأولوية في برنامج قطاع الصحة، من أجل السهر على تقديم خدمات استعجالية وفق معايير عالية وتوفير كل الاختصاصات الطبية وتزويد هذه المصالح بالإمكانات البشرية والمادية وتجهيزها بأحدث التقنيات الطبية، مبرزا أن التوصيات التي انبثقت عن الجلسات الوطنية التي أشرف عليها رئيس الجمهورية، بخصوص إعادة النظر في المنظومة الصحية، تضمنت أهمية إعادة تهيئة مصالح الاستعجالات في مختلف مستشفيات الوطن.
في ذات السياق، أكد وزير الصحة أنه سيتم تحضير وتدشين مصالح للاستعجالات الطبية قريبا في مستشفيات أخرى، مجهزة بأحدث الوسائل والتجهيزات الطبية لضمان أحسن تكفل ورعاية طبية استعجالية لعدد أكبر من المرضى، معتبرا أنها بمثابة التحدي الذي يجب رفعه وتحقيقه في القريب العاجل، خاصة وأن أغلب المصالح الاستشفائية قديمة وتحتاج إلى تجديد وتهيئة.
وخلال إشرافه على افتتاح مصلحة الاستعجالات الجراحية بالمؤسسة الاستشفائية سليم زميرلي، أوضح أن الوحدة تتوفر على أحدث التقنيات التي تستعمل في الجراحة وجاهزة للخدمة واستقبال الحالات الاستعجالية بداية من يوم الأحد، مشيرا إلى أنها تتوفر على عدد من أسرّة الإنعاش وتتكفل بضحايا الحوادث والصدمات والرضوض، ما سيسمح بتخفيف الضغط على المؤسسات الاستشفائية الأخرى بالعاصمة التي تشهد إقبالا كبيرا من طرف المواطنين.
واعتبر بن بوزيد، أن إنشاء مصلحة عصرية للاستعجالات الجراحية الطبية مكسب للقطاع وللأطقم الطبية وشبه الطبية وبقية الأسلاك، خاصة وأن توفير أحدث المعدات والوسائل الطبية يساعدهم على تقديم أفضل الخدمات الطبية ويسهل من مهامهم في علاج جميع الحالات الاستعجالية دون أية صعوبات وتحسين مستوى التكفل بالمرضى بما يرتقي لتطلعاتهم، لافتا إلى أن المصلحة تضم قاعات علاج وتوجيه والإنعاش وتستجيب للمعايير الدولية.
وعلى هامش تدشينه لمصلحة الاستعجالات الطبية بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، أوضح أن إنشاء هذه المصلحة بالقرب من المدخل الرئيسي للمستشفى يهدف إلى تفادي الاكتظاظ الناتج عن دخول وخروج سيارات الإسعاف ومركبات المواطنين ومن أجل ضمان التكفل السريع بالمرضى من قبل الطاقم الطبي الذي يتولى مهام تحويل المصاب إلى مصالح طبية أخرى، إذا تطلب الأمر، بعد إجراء الفحوصات الأولية.
وأضاف وزير الصحة في ذات السياق، أن هذه المصلحة الجديدة ستساهم في تخفيف الضغط على مصلحة الاستعجالات الأخرى بمستشفى مصطفى باشا وتقليص عدد المركبات التي تدخل إلى المستشفى من خلال تخصيص حظيرة كبيرة في المدخل المؤدي إلى المصلحة الجديدة التي تتضمن قاعات لإجراء مختلف فحوصات التصوير بالأشعة والتشخيص الطبي ومخابر التحاليل الطبية.
وبخصوص مصالح الاستعجالات التابعة للمؤسسات الصحية الجوارية، أفاد بن بوزيد أن بعضها يعاني من نقائص وضعف في الإمكانات، ما يتطلب تهيئتها وتزويدها بمعدات عصرية تساهم في تعزيز نوعية الخدمات الطبية في مختلف التخصصات، مبرزا أن 15 عيادة جوارية بالعاصمة من بين 80 مركزا جواريا ستستفيد من جميع التجهيزات الضرورية التي تمكن من تحسين التكفل بالمتوافدين عليها.
أدوية علاج الكوفيد متوفرة في المستشفيات
فيما يتعلق بمشاكل انقطاع الأدوية على مستوى المستشفيات، أجاب وزير الصحة أن مخزون الصيدلية المركزية للمستشفيات فيما يخص الأدوية الموجهة لعلاج مرضى الكوفيد، متوفر بشكل كافٍ وتوزع للمؤسسات الاستشفائية بشكل مستمر، مضيفا أن أدوية تخثر الدم تخصص للمرضى المتواجدين في المستشفى ولا تعطى لجميع الحالات.
كما أشار إلى أن الصيدلة المركزية للمستشفيات، استلمت كمية هامة من الأدوية المخصصة لعلاج السرطان قبل أيام، وستعمل على توفير مزيد من الأدوية للتكفل بجميع المرضى في المستشفيات. كاشفا عن لقاء سيجمعه، قريبا، مع المختصين في الأورام السرطانية قصد إعداد استراتيجية فعالة في مجال التكفل بجميع حالات السرطان، في إطار المخطط الوطني لمكافحة السرطان، بالإضافة إلى توفير مسرّعات العلاج الإشعاعي في كل مستشفيات الجزائر العاصمة وقسنطينة.
وبخصوص الوضع الوبائي الحالي، طمأن وزير الصحة بأن الحالة الوبائية في استقرار وتعرف تحسنا ملحوظا وكل المؤشرات تدل على بداية الخروج من الموجة الرابعة، بعد تخطي ذروة الإصابات منذ 20 يوما، موضحا أن انخفاض منحنى الإصابات لا يعني انتهاء الوباء، بما أننا لم نصل إلى تسجيل صفر حالة في اليوم، داعيا إلى الاستمرار في اتخاذ الاحتياطات والتحلي باليقظة والاستعداد لجميع المخاطر.
من جهته قال والي ولاية الجزائر العاصمة أحمد معبد، إن قطاع الصحة يحظى بعناية وأولوية في برنامج الحكومة وبالخصوص من قبل رئيس الجمهورية، مؤكدا أن المصالح الولائية انطلقت في إنجاز مشاريع هامة تخص قطاع الصحة ويتم متابعة تقدم الأشغال بشكل مستمر بعد أن كانت في وقت سابق المشاريع تعرف عراقيل تقنية ومالية، موضحا أن هذه الجوانب أُخذت بعين الاعتبار والورشات انطلقت في العمل.
ولفت والي العاصمة، إلى أنه تم الانطلاق في مشروع إنشاء 3 مستشفيات جديدة تتوفر على 120 سرير وكذا متابعة عدة مشاريع في الميدان، من بينها مصالح حماية الأمومة والطفولة، مبرزا أهمية تضافر الجهود والعمل بالتنسيق لتوفير هياكل طبية عصرية للتكفل بالأمراض المستعصية وتوفير كل الوسائل اللازمة وظروف العمل الجيدة للأطباء المختصين والممرضين وجميع عمال الصحة.
أما المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي مصطفى باشا خالد دحية، فأكد أن أنشاء مصلحة استعجالات طبية في المدخل الرئيسي للمستشفى، ستساهم في تخفيف الضغط على المصالح الأخرى بنسبة 60٪، بالإضافة إلى أهمية فتح طريق اجتنابي لتسهيل وصول المريض في حالة حرجة إلى المصلحة لتلقي العلاج الاستعجالي في ظرف وجيز من قبل الطاقم الطبي وشبه الطبي.
وكشف عن الحالة الوبائية في المستشفى، الذي يستقبل عددا كبيرا من المرضى، قائلا: «إن المستشفى تجاوز مرحلة الضغط بعد تسجيل انخفاض مستمر في عدد الإصابات الخطيرة والوصول إلى صفر حالة استشفاء بسبب الإصابة بفيروس كورونا منذ 3 أيام»، مشيرا إلى استئناف بقية المصالح الطبية والتخصصات نشاطها بشكل تام.