بسبب غياب مصلحة متخصّصة بالمستشفيات

معاناة الأطفال المصابـين بالسرطــان ببومـرداس

بومرداس..ز/ كمال

تتواصل معاناة الأطفال المصابين بالسرطان وعائلاتهم بولاية بومرداس بسبب مشكل التكفل الصحي والنفسي وأيضا غياب مصلحة متخصّصة للعلاج على مستوى مصالح طب الأطفال بمستشفيات الولاية، وهي الوضعية التي زادت تدهورا طيلة فترة جائحة كورونا بعد تكييف أغلب الأنشطة والخدمات الصحية لمحاصرة الوباء، ما أدى إلى حدوث خلل كبير في عملية التكفل بالمرضى وتأجيل مختلف العمليات الجراحية غير المستعجلة أو تأخيرها للفترة طويلة.

عادت مناسبة اليوم العالمي لسرطان الطفولة المصادف لـ 15 فيفري من كل سنة لتذكر القائمين على قطاع الصحة بولاية بومرداس بمدى تقصيرهم في التكفل بأعداد كبيرة من الأطفال والمراهقين ما دون سنّ العشريين الذين يعانون من داء السرطان بسبب غياب مصلحة متخصّصة بمستشفيات الولاية رغم المطالب الكبيرة والانشغالات التي عبرت عنها عائلات المصابين في كل مناسبة، وبالتالي تبقى كل عمليات التكفل والعلاج توجه إلى مستشفى مصطفى باشا أو بارني بالعاصمة، أو باتجاه ولاية تيزي وزو، في وقت تعاني الكثير من المشاريع تأخرا في الإنجاز من أهمها مستشفى 240 سرير.
وأمام التزايد الملحوظ في عدد الإصابات وسط هذه الفئة سنويا التي تصل إلى 1500 حالة على المستوى الوطني حسب إحصائيات الجمعيات الناشطة في المجال من أصل أزيد من 400 ألف إصابة على المستوى العالمي وفق مصادر منظمة الصحة العالمية، تبقى عملية التكفل الصحي والنفسي وحتى الاجتماعي بالعائلات إحدى الأولويات بالنظر إلى حجم المعاناة اليومية وارتفاع تكاليف العلاج الكيميائي، التحاليل ومختلف الأشعة التي يخضع لها المرضى بصفة مستمرة نتيجة الوضعية الاجتماعية المتدنية وصعوبة تغطية هذه النفقات وفق تصريحات أولياء الأطفال.
أمام هذا الوضع تحاول جمعية مكافحة السرطان لولاية بومرداس التخفيف من حدة المعاناة التي يكابدها الأطفال المرضى وعائلاتهم عن طريق التدخل لمساعدتهم في إيجاد سرير لمتابعة العلاج بالمصالح المتخصّصة وتوفير بعض الأدوية الأساسية التي يتبرع بها محسنون، وهي تقريبا نفس المهام التي تؤديها بعض الجمعيات الناشطة محليا، منها جمعية مرضى السكري التي تقوم هي الأخرى بمجهودات كبيرة لتغطية الفراغ وضعف خدمات قطاع الصحة في هذا الجانب.
وتبقى مثل هذه الأمراض المزمنة والمجهدة صحيا وماديا للمصابين وعائلاتهم بالخصوص فئة الأطفال، بحاجة إلى متابعة مستمرة وتكفل تام صحيا ونفسيا حسب الأطباء المختصين، وهي تقريبا من أهم التوصيات التي تلح عليها سنويا وزارة الصحة من خلال جلسات الأيام الصحية، وكذلك بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية التي تؤكد على ضرورة توفير الأدوية والعلاج لمرضى السرطان ودعم الأطفال المصابين وعائلاتهم للتقليل من نسبة الوفيات المرتفعة في دول العالم الثالث الفقيرة والمتوسطة مقارنة بالدول المتقدمة، حيث تقل بها عن 20 بالمائة بسبب نوعية التكفل، التشخيص المبكر والمتابعة وغيرها من الخدمات الضرورية التي تتطلبها مثل هذه الأمراض المستعصية. 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024