موقف الجزائر المساند أعاد الاعتبار للقضية الفلسطينية

تنصيب المجموعة البرلمانية للصداقة مع فلسطين

فضيلة بودريش

نصبت، أمس، بالمجلس الشعبي الوطني، المجموعة البرلمانية للأخوة والصداقة الجزائرية الفلسطينية، في وقت تحتاج فيه القضية الفلسطينية العادلة أكثر من أي وقت مضى للمزيد من الدعم ومضاعفة المؤازرة في مسار كفاحها ضد المحتل الصهيوني وتعزيز صدارتها كأهم قضية عربية وعالمية تنتظر تنفيذ القوانين وتجسيد الشرعية الدولية عبر إنصاف الشعب الفلسطيني الذي سلبت أرضه وهضمت حقوقه عبر القمع والتشريد والتنكيل بأبشع الطرق.

قال سفير فلسطين بالجزائر فايز محمد محمود أبوعطية، خلال تنصيب المجموعة البرلمانية الجزائرية الفلسطينية بمقر الغرفة السفلى، إن عملية تنصيب اللجنة تمثل المزيد من الدعم والمساندة الجزائرية للشعب الفلسطيني، معبرا عن فخرهم واستحسانهم الكبير للمواقف الجزائرية التي يرى أنها تعد من ثوابت السياسة الجزائرية، التي تقدم دعما غير مشروط على جميع المستويات والأصعدة رسميا وشعبيا وبرلمانيا، لأن الجزائر تعتبر القضية الفلسطينية القضية المركزية التي لا يمكن التخلي عنها أو التوقف عن مساندتها. وذكر السفير الفلسطيني، أن كل ذلك تضمنته المواقف الشجاعة للرئيس عبد المجيد تبون، حيث صرح بأن القضية الفلسطينية مركزية والقمة العربية المقرر عقدها بالجزائر هي قمة فلسطين.
واعتبر فايز أبوعطية، أن كل ذلك يعكس أن الجزائر تتمتع بموقف وطني شجاع، أعاد الاعتبار للقضية الفلسطينية، في وقت يدار لها الظهر من طرف البعض.
وأثنى السفير بشكل مستفيض على الموقف الجزائري المناصر ووصفه بالموقف القومي الذي أكد للعالم أن القيادة الفلسطينية وشعبها ليست وحدها في معركة مكافحة الاحتلال الصهيوني. وعاد ليشيد بجهود الجزائر وتجندها رفقة بعض الدول، خاصة جنوب إفريقيا، من أجل طرد الكيان الصهيوني من الاتحاد الإفريقي.
في نفس المقام، ثمن وقوف الجزائر إلى جانب فلسطين والتزامها بالقضايا العربية وانحيازها إلى قيم الحق والمبادئ الإنسانية ودفاعها عن الشرعية الدولية التي تنص عليها قيم وقوانين الأمم المتحدة بهدف إنهاء الظلم وتدفع ثمن ذلك. ولم يخف السفير أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يقدر كل هذه المواقف، موضحا أن الشعب الفلسطيني سيستمر في تضحياته إلى غاية إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وحول مسار كفاح الشعب الفلسطيني المستميت، تحدث فايز أبوعطية أن الفلسطينيين نجحوا بالكفاح في ترسيخ قضيتهم عالميا وجغرافيا، لأنه بالرغم من الشتات مازال عدد الفلسطينيين داخل الوطن الأم يفوق عدد الصهاينة، بفضل صمود الشعب الفلسطيني وإصراره على البقاء والتشبث بأرضه ووطنه، مجابها كل عوامل التهجير القسري، لذا حتما المستقبل لفلسطين.
وتمكنت الدولة الفلسطينية، بحسب ما أكده السفير، من افتكاك اعتراف 138 دولة خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نوفمبر 2012 التي تعتبر امتدادا لإعلان الجزائر بقيام دولة فلسطين، في الوقت الذي يواجه فيه الفلسطنيون أعتى قوة إمبريالية، لأن الشعب الفلسطيني صامد ويقاوم، على الرغم من التنكيل وتهديم الاحتلال للمنازل واستشهاد 3 شهداء، أمس الأول. وخلص السفير، إلى أن اللجنة البرلمانية ستوطد العلاقات الثنائية وأبدى استعداده لتطوير جسور التعاون لتبادل الخبرات. من جهته اعتبر منذر بودن، نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني المكلف بالنشاط الخارجي، أن تنصيب المجموعة تندرج ضمن جهود الدعم اللامشروط للقضية الفلسطينية ولما تقتضيه من تقدير وقداسة لدى الجزائر، رئيسا وحكومة وشعبا، وبهدف توظيفها كفضاء فعال لإعلاء صوت القضية الفلسطينية في مختلف المنابر الدولية والدفاع الدائم عن حق الشعب الفلسطيني في استرجاع كامل حقوقه المغتصبة وإقامة دولته المستقلة والتي أكد عليها الرئيس عبد المجيد تبون في عديد المناسبات، كان آخرها مبادرته بدعوة لاستضافة ندوة جامعة للفصائل الفلسطينية بالجزائر، من أجل توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة بشكل يخدم القضية وبالولوج إلى قمة عربية تريدها الجزائر جامعة ومن ثمة تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني.
ويرى بودن أن المجموعة البرلمانية للصداقة مع فلسطين، تختلف في أهدافها عن جميع المجموعات البرلمانية للصداقة التي نصبت لحد الآن، كونها تعد بمثابة تجديد لالتزام الجزائر مع كفاح الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة غير منقوصة، بما فيها استعادة حقه كاملا بكل الوسائل وفقا لمقاصد الأمم المتحدة. وذكر أن هذه المجموعة ستشكل الإطار التنسيقي لإعطاء الدبلوماسية البرلمانية ثقلا أكبر لصالح القضية الفلسطينية وتحسيس المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسؤولياته التاريخية والقانونية كاملة تجاه تمادي الاحتلال في تحدي الشرعية الدولية.
أما اعمر حرفوش، ممثل وزارة الخارجية، فأكد أن اللجنة تعبير حقيقي للصداقة بين البلدين، آملا أن تأتي بدعمها للمساعي الدبلوماسية الرسمية، كونها لبنة أخرى للقضية المركزية وتعبيرا عن مشاعر جميع الجزائريين تجاه القضية الفلسطينية.
في حين قال حمزة حملاوي، رئيس المجموعة البرلمانية الجزائرية الفلسطينية، إن التنصيب يكتسي أهمية وطابعا مميزين في مسار العلاقات الثنائية وهو أكبر مما يمكن وصفه، لأن الشعبان يشتركان في النضال والتحرر ولأن القضية الفلسطينية واحدة من القضايا الجوهرية التي لا تتأثر بالمتغيرات إلى غاية افتكاك الشعب الفلسطيني استقلاله.

حوار الفصائل الفلسطينية أرضية للوحدة الوطنية

على صعيد آخر، أكد سعادة سفير فلسطين بالجزائر فايز محمد محمود أبوعطية، أن مسار إرساء حوار الفصائل الفلسطينية مازال مستمرا وانطلق بجهود من الجزائر وبمبادرة من الرئيس عبد المجيد تبون، وينتظر الكثير في إعادة رصّ الصف الفلسطيني وتوحيد كلمة جميع الفصائل.
لم يخف السفير الفلسطيني، على هامش تنصيب لجنة الصداقة الجزائرية الفلسطينية، أن الاتصالات مازالت متواصلة وينتظر أن تكلل الجهود بالنجاح، واصفا مبادرة لمّ الفصائل في ندوة جامعة، مبادرة هامة جدا تسعى لتوحيد الشعب الفلسطيني، لأن وحدته مهمة جدا في المعركة مع قوى الاحتلال، الذي لا يمكن الانتصار عليه إلا والشعب الفلسطيني في خندق واحد. واغتنم الفرصة ليثمن المبادرة الجزائرية التي تقوم بالاجتماعات وتحاول من خلال هذه الاجتماعات الوقوف على التوافقات الفلسطينية، ليصبح هذا الإجماع أرضية للانطلاق بالوحدة الفلسطينية وتمنى تقدم اللقاء والوصول إلى نتيجة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024