توفيت، أمس الجمعة، أكبر معمرة بولاية النعامة الحاجة ميلودة شيخاوي أرملة بوشطاطة براهيم، عن عمر ناهز 115 سنة، حيث تعد سيدة من سيدات القرنين الماضي والحاضر عاشت ظروفا معيشية صعبة مطلع القرن الماضي.
المرحومة من مواليد 1907 بقرية مغرار الفوقانية بنت محمد الملقب بقزوز لقصر قامته والذي يعد هو الآخر من معمري المنطقة حيث عاش 114 سنة (1843 – 1957) وأمها حدة بن صدة التي توفيت بعد سنة من ولادتها وتركتها يتيمة بمعية أخوين وأختين لتتولى تربيتهم جدتهم لأمهم.
ولأن الظروف المعيشية كانت صعبة آنذاك اضطرت الطفلة ميلودة للعمل في صناعة الصوف وخدمة الأرض لمساعدة والدها، تزوجت في بلدية مغرار الفوقانية من المرحوم بوشطاطة براهيم (1897 – 1950) وعمرها 15 سنة فأنجبت ابنتها البكر سنة 1925 لتنتقل بعدها الى مدينة العين الصفراء أين استقرت بها، حيث أنجبت أبناءها السبع (ثلاث أبناء وأربع بنات). واستمرت على هذه الحال، إلى ان توفي زوجها في 13 جانفي 1950 فترملت وحكمت على نفسها من جديد بالعمل الشاق من جديد لتوفير قوت أبنائها.
الحاجة ميلودة، لم يرزقها الله بطول العمر فقط، بل أكرمها بالتوأم ثلاث مرات سنة 1941 أنجبت بنتين توأم مازالتا على قيد الحياة، سنة 1944 أنجبت توأم بنت وولد توفيت البنت وأخوها لايزال على قيد الحياة وسنة 1947 أنجبت توأم وتوفيا الإثنان.
كما فقدت بنتين متزوجتين الأولى سنة 1949 والثانية سنة 1967 تركت لها يتيمين قامت هي بتربيتهما، أحدهما متواجد الآن بالمهجر وهو مكي براهيم أكثر وأقرب الأشخاص إلى قلبها.
في سنة 1978 تمكنت الحاج ميلودة من زيارة البقاع المقدسة لأداء مناسك الحج، لتعود إليها سنة 2013 لأداء العمرة. كما سافرت إلى فرنسا سنة 1987 أين مكثت عند ابنها لعرج مدة شهرين كاملين.
لتنطفئ شمعة خالتي ميلودة بعد رحلة طويلة شاقة وشيقة (115 سنة) وترحل معها بذلك خبايا، أسرار وكفاح امرأة عاشت أكثر من قرن.