«توقّفت أكثر من 4000 مقاولة نهائيا عن العمل، وفَقَدَ ما لا يقل عن 500 الف منصب شغل جراء الجائحة، ولا حلول في الأفق»، هكذا لخّص الناطق الرسمي الوطني باسم الجمعية العامة للمقاولين الجزائريين، عيظ موسى، في تصريح لـ «الشعب» وضعية المقاولات حاليا.
تواجه المقاولات المنضوية تحت لواء الجمعية العامة للمقاولين الجزائريين وضعية صعبة بعد توقف نشاط عدد كبير منها بسبب مشاكل في دفع المستحقات وقلة المشاريع، حسبما أفاد به عيظ، الذي يؤكد التراجع الكبير في نشاط المقاولات، وتوقفا نهائيا مستمرا للعديد منها التي أجبرت على الدخول في بطالة بعد إعلان إفلاسها.
قال محدثنا إنّ المقاولات كانت تعلق آمالا كبيرة على تغير وضعيتها نحو الأحسن، خاصة وأن كل هذه الانشغالات كانت قد رفعتها للجهات المسؤولة منذ ما يزيد عن سنة، لكن لم يتغير شيئا، فدار لقمان ما تزال على حالها، حتى قانون المالية لسنة 2022 لم يثلج صدور المقاولين.
كان منتظرا ـ كما ذكر المتحدث ـ أن يتضمن هذا القانون تخفيضا في الرسم على القيمة المضافة على مواد البناء مثل الحديد، إلا انه لم يتحقق ذلك، كما لم يتم التخفيف في الضرائب على مستوى الارباح ولا التخفيض في نسبة فوائد أرباح البنوك، ولم تدفع المستحقات خاصة بالملاحق العالقة منذ 2014 و2015، بالإضافة إلى الأعباء الجبائية وشبه الجبائية للمقاولات التي بقيت على حالها والمشاريع من أجل إعادة بعث المقاولات لم تنطلق بعد وما تزال معطلة.
وتمخض عن كل هذه المشاكل توقف نهائي عن النشاط لأكثر من 4000 مقاولة، والعدد في تزايد كل شهر، ويقدر موسى عيظ ان عدد مناصب الشغل المفقودة 500.000 منصب، دخلوا في بطالة لأجل غير مسمى، ناهيك عن الخسائر المالية المقدرة بآلاف المليارات، بعد ان عجزت المقاولات عن تحقيق رقم أعمال.
وأشار في سياق متصل، إلى انه تم بين الجمعية والحكومة لقاء في 18 أوت 2020 وتم الاتفاق على عدة نقاط، تمثلت في 14 اقتراحا منها المطالبة بضرورة إعادة بعث المشاريع، بالإضافة الى اصلاح المنظومة البنكية بمرافقة المقاولات، من خلال منح قروض بدون فوائد، لأن هناك مؤسسات ـ يوضح ـ كانت تدفع أجور العمال ومشاريعها متوقفة، وكذا تخفيف الأعباء الجبائية وغير الجبائية، بالإضافة إلى فتح نقاش بين الحكومة والشركاء الاجتماعيين من أجل إيجاد حلول مستعجلة للخروج من هذه الأزمة.
ويشير المتحدث إلى أنّ الجمعية العامة للمقاولين الجزائريين متواجدة في جميع الولايات تقريبا، ولديها مكاتب ولائية.