خصصت مجلة الجيش في عددها الأخير لشهر فيفري، ملفا شاملا للتفجيرات النووية الفرنسية في الجزائر إبان فترة الاحتلال والتي تمضي عن أول تجربة 62 سنة في 13 فيفري الجاري.
جاء الملف في 24 صفحة بعنوان «وقائع وجرائم»، ليسلط الضوء على مختلف جوانب جريمة «اليربوع الأزرق» التي نفذت برقان وإن إكر في 13 فيفري 1960، مخلفة مأساة أماطت المجلة عنها اللثام، من خلال تحقيقات ميدانية وحوارات، مبرزة جهود الجيش الوطني الشعبي في حماية وتأمين المواقع الملوثة.
ورصد الملف تفاصيل تلك الجريمة المروعة، مبرزا تواطؤ الصحافة الفرنسية التي حاولت التستر عليها. كيف ذلك وكل الأدلة شاهدة على جرائم لا تسقط وقائعها من التاريخ بالتقادم، كما أكده الرئيس عبد المجيد تبون، مصرحا «سنتابع استجلاء مصير المفقودين أثناء حرب التحرير لنعيد دفنهم بما يليق. علاوة على تعويض ضحايا التجارب النووية». علما أن مدبري الجريمة المصنّفة ضد الإنسانية، استعملوا مواطنين جزائريين كفئران تجارب ولا يزال ذلك الإرث المسموم يلوث الطبيعة ويهدد الكائنات أولها البشر.
وفضح الملف انغماس الصحافة الفرنسية، على غرار «لوموند»، في فصول تلك الجريمة المروّعة التي أكدت انهيار القيم لدى دولة سعت إلى التموقع في النادي النووي على حساب الشعب الجزائري.
وأوردت المجلة، أن حصيلة الجرائم النووية الفرنسية بلغت 57 تفجيرا سطحيا وباطنيا في جنوبنا الكبير. وقامت السلطات الاستعمارية الفرنسية عشية أول تفجير، بإجلاء عائلات الفرنسيين لإبعادهم عن الخطر الإشعاعي النووي، بينما بقي الجزائريون عرضة لذلك الخطر، الذي لا تزال آثاره إلى اليوم، كما أكده شهود عيان وضحايا من أجيال جديدة. علما أنه تم استخدام السكان المحليين في أعمال تنظيف الموقع بدون حماية تذكر ولا تزال بقايا نفايات مشعة نوويا، في انتظار تشكيل رأي عام وطني ودولي لتصنيف تلك الجرائم جريمة حرب ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.
وللحد من خطر التلوث وردع أعمال النهب، وضع الجيش الوطني الشعبي خارطة طريق لتأمين المواقع المتضررة. وأسندت المهام إلى وحدات مختصة تنتشر في الميدان على مستوى رقان بأدرار وإن إكر بتمنراست.
وكان رئيس الأركان الفريق شنقريحة، قد حمّل فرنسا المسؤولية التاريخية خلال لقاء مع رئيس أركان الجيوش الفرنسية الأسبق، في 8 أفريل 2021. وتعزز الملف بحوار مع رئيس قسم هندسة القتال بقيادة القوات البرية العميد سعيد خوالدي، مفصلا في الإجراءات المعتمدة للحماية والتأمين والتطهير النووي، أساسه التكوين النوعي للأفراد. فيما اختتم الملف بحوار مع وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة متحدثا عن ملفات الذاكرة.