شهد إقبال المواطنين على الصيدليات لاقتناء المضادات الحيوية ومسكنات الآلام ومضادات تخثر الدم ارتفاعا غير مسبوق، منذ دخول الجزائر في موجة قوية من تفشي فيروس كورونا، تسببت في إصابة عدد كبير من المرضى بأعراض تشبه علامات الأنفلونزا الموسمية والزكام والتي تأتي على شكل حمى وآلام الرأس وسعال والتهاب الحلق وسيلان الأنف.
يتضاعف الاستهلاك المفرط والعشوائي للأدوية المخصصة لعلاج أعراض فيروس كورونا منذ أسابيع بسبب الانتشار السريع للمتحور «أوميكرون» وإصابة الأشخاص من مختلف الأعمار بعلامات خفيفة لا تستدعي تلقي العلاج في المستشفيات، عكس ما حدث في الموجة السابقة مع تفشي سلالة «دلتا» التي كانت الأخطر والأعنف منذ بداية الجائحة، نظرا لما خلفته من ضغط كبير على المصالح الطبية وأزمة حادة في مادة الأكسجين.
ويحذّر الأطباء والمختصون جميع الأشخاص المصابين بفيروس كورونا والذين تظهر عليهم أعراض وعلامات الإصابة بالفيروس، من استعمال المضادات الحيوية ومضادات تخثر الدم دون إشراف طبي، مؤكدين أن الاستهلاك العشوائي لهذه الأدوية يشكل خطرا على صحة المرضى وقد يؤدي الى تعقيدات صحية خطيرة لدى بعض الفئات، كالمصابين بأمراض مزمنة وأصحاب المناعة الضعيفة.
واعتبر الأطباء، أن تناول بعض الأدوية، خاصة المضادات الحيوية والكورتيكوييد، قد يؤدي الى إضعاف جهاز المناعة ويجعل البكتيريا التي تدخل الجسم أكثر مقاومة للمضادات التي يفرزها الجسم، مبرزين أنها من بين أصناف الأدوية التي تزيد في تعقيدات المرض أكثر من الفيروس نفسه، في حين نصحوا باستعمال دواء «البراسيتمول» دون إفراط، إلى جانب بعض الفيتامينات التي تساعد على تقوية المناعة.
في ذات السياق، دعا المختصون الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات قد ترتبط بالإصابة بفيروس كورونا، إلى استشارة الطبيب، مع ضرورة إجراء فحوصات الكشف عن الفيروس «بي.سي.آر»، للتأكد من حقيقة الإصابة من أجل وصف الدواء المناسب للمريض وتفادي الاستهلاك العشوائي للأدوية الذي قد تتسبب في تأخير الشفاء من المرض أو حدوث تعقيدات صحية، محذرين أيضا من الإفراط في أخذ المكملات الغذائية، خاصة لدى بعض الفئات.
وخلّف لجوء الكثير من المواطنين في هذه الفترة، التي تشهد انتشارا واسعا للمتحور «أوميكرون»، الى العلاج الذاتي واقتناء الأدوية دون وصفة طبية وتخزينها، نقصا كبيرا في بعض أنواع الأدوية الموجهة للعلاج ضد فيروس كورونا، خصوصا مضادات تخثر الدم والبراسيتامول والمضادات الحيوية المستخدمة في البروتوكول العلاجي، مما يتسبب في تعقيدات صحية لدى المرضى الذين يحتاجون الى هذه الأدوية ولا يجدونها في الصيدليات.
في هذا الرطار، عملت فرق التفتيش المنصبة من قبل وزارة التجارة ووزارة الصناعة الصيدلانية، على مكافحة جميع أشكال الممارسات غير القانونية، كالاحتكار والبيع المتلازم والمضاربة في سبيل التوفير المستمر للأدوية التي تدخل في البروتوكول العلاجي لكوفيد-19 وكذا مراقبة مدى امتثال واحترام مؤسسات التوزيع الصيدلانية لتحرير الأدوية المصنفة التي تندرج في علاج فيروس كورونا من أجل تفادي الوقوع في الندرة أو حصول تذبذب في التوريد فيما يتعلّق بالبراسيتامول ومضادات التخثر والفيتامين «د» وأدوية أخرى.
