بدأت المخاوف وهواجس الموسم المضطرب تنتاب الفلاحين بولاية بومرداس بالخصوص في بعض الشّعب الرئيسية المرتبطة عضويا بهذه المادة الحيوية، كشعبة الحبوب والبقوليات إلى جانب الحمضيات والأشجار المثمرة، بسبب تأخر سقوط الأمطار لفترة تجاوزت شهرين تقريبا، أي منذ بدية شهر ديسمبر الماضي، وهي العوامل التي بدأت تظهر جليا في ملامح الموسم الفلاحي الحالي، الذي قد ينعكس سلبا على كمية المحاصيل الزراعية المتوقعة بعد البداية المشجعة لعملية الحرث والبذر.
لا تزال التجربة القاسية التي عاشها فلاحو ولاية بومرداس السنة الماضية جراء ظاهرة الجفاف محفورة في يومياتهم وهم متجهين صباح مساء لتفقد حقولهم الزراعية والقيام بأهم الأنشطة المرتبطة بفترة المعالجة الشتوية للأشجار المثمرة والكروم كعملية التلقيم، التعقيم والمعالجة الكيماوية وهذا قبل فترة تفتح البراعم والأوراق.
بدأت حسب بعض المختصين نتائجها تظهر جليا في تراجع مردودية بعض الشعب الرئيسية المعروفة بالولاية، ومنها شعبة الحمضيات التي سجلت تراجعا ملحوظا في كمية الإنتاج هذا الموسم بسبب الظروف الطبيعية التي عرفها الموسم الماضي، وشح الأمطار ومياه السقي جراء جفاف الآبار والحواجز المائية.
وقد أثّرت هذه الوضعية المناخية المتذبذبة خلال المواسم الثلاثة الماضية الناجمة عن قلة مياه الأمطار، وتراجع كمية المياه الجوفية والمخزنة بالسدود والأحواض المخصصة للسقي الفلاحي على مردودية الإنتاج لأهم المحاصيل الزراعية بولاية بومرداس، ومنها شعبة الحمضيات التي سجلت رقما قياسيا سنة 2019 بإنتاج قارب 500 ألف هكتار بمردود تجاوز 220 قنطار في الهكتار، وبدرجة أقل الموسم الماضي.
في حين تم تسجيل تراجع نسبي هذا الموسم حسب بعض الناشطين في الشعبة، على الرغم من استمرار عملية جني المحصول لمختلف الأنواع التي تشتهر بها الولاية أهمها “واشنطن نافال”، التي تستحوذ على أزيد من 800 هكتار، وكل هذا راجع إلى تداعيات ظاهرة الجفاف للسنة الماضية التي حرمت أشجار الحمضيات من مياه كافية، على حد قولهم.
تأثيرات هذه الظاهرة الطبيعية الحالية لم تقتصر فقط على شعبة الحمضيات، الكروم وبدرجة اقل شعبة الخضروات، بل ستكون أكثر حدة على شعبة الحبوب والبقوليات الجافة التي تبقى بحاجة ماسة إلى مياه الأمطار لنضج المحصول وبكمية وافرة، خاصة وان هذه الشعبة الإستراتيجية مرتبطة ارتباطا وثيقا بعدة أنشطة فلاحية أخرى منها نشاط تربية الماشية وأبقار الحليب، وفي هذه النقطة بالذات عبّر الكثير من المربين عن تخوفهم من انعكاس هذه الوضعية على نشاطهم.
وأكد بعض الفلاحين متحدثين لـ “الشعب”، أن تداعيات انقطاع الأمطار خلال هذه الفترة الحساسة من السنة قد بدأت تؤثر على النشاط جراء ارتفاع أسعار الأعلاف بعدما تعدّى سعر رزمة التبن 1400 دينار في سابقة أولى، في حين لم يعد بإمكان الفلاح البسيط اقتناء الأعلاف المخصصة لأبقار الحليب.
تدابير استعجالية لتسهيل منح رخص حفر الآبار
استحسن فلاحو ولاية بومرداس التدابير الأخيرة التي اتخذتها وزارة الموارد المائية المتعلقة بتسهيل إجراءات منح تراخيص حفر الآبار المخصصة للسقي الفلاحي، وهذا عبر تعليمة موجهة الى المدير العام للوكالة الوطنية للموارد المائية ومديري القطاع في الولايات تدعوهم للإسراع في معالجة الطلبات المودعة على مستوى الشباك الوحيد، ورفع كل العراقيل الإدارية والتقنية استجابة للظرف الطبيعي الحالي، وإنقاذ المساحات المسقية.
كما حملت مذكرة وزارة الموارد المائية إجراءات أخرى مخفّفة لتسهيل الحصول على رخصة حفر بئر ارتوازي عن طريق تقنية الحفر الرحوي في مدة لا تتعدى شهرا، وهذا بالتنسيق مع الوكالة الوطنية للموارد المائية وبقرار صادر عن والي الولاية، وكل هذا بهدف الاستجابة لانشغالات الفلاحين الذين ينشطون في عدة شعب رئيسية تواجه صعوبات نتيجة شح الأمطار، وهي بحاجة إلى دعم بالمياه لإنقاذ المحصول الزراعي مطلع شهر جوان وبداية ارتفاع درجة الحرارة، وأيضا بغرض تقنين النشاط ومراقبته من قبل المصالح المختصة بعد تسجيل خروقات كثيرة ولجوء عشرات الفلاحين لحفر آبار ارتوازية غير مرخصة على ضفاف الأودية لحماية محاصيل بالخصوص في شعبة الحمضيات والأشجار المثمرة وكذا شعبة الخضروات.
هواجس احتباس الأمطار ببومرداس
26 ألف هكتار مساحة مسقية بحاجة إلى مياه لإنقاذ المحصول
بومرداس: ز - كمال
شوهد:73 مرة