الأخصائي في علم الأوبئة، زوغيلاش:

اللقــــاح الوسيلـــة الوحيـــدة لتفــــادي الحــــالات الخطــــيرة

شدد الأخصائي في علم الأوبئة والطب الوقائي بالمركز الإستشفائي ابن باديس بقسنطينة، جمال زوغيلاش، على الإقبال على حملة التلقيح، باعتبارها «الوسيلة الوحيدة» للوقاية من الحالات الخطيرة لجائحة كورونا (كوفيد-19).
حث الدكتور زوغيلاش، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، المواطنين على الإقبال على حملة التلقيح، لاسيما بعد الانتشار الواسع لمتحور «أوميكرون» في الأسابيع الأخيرة والذي أدى إلى تشبع مصالح المستشفيات الوطنية، مؤكدا أن الجرعتين الأولى والثانية للتطعيم تحميان صاحبهما بنسبة تتراوح بين 50 و60٪ والجرعة الثالثة تدعم الجرعات الأولى بنسبة 90٪.
وأبرز من جهة أخرى، أهمية حملة التلقيح التي جندت لها السلطات العمومية كل الوسائل المادية والبشرية من أجل كسر سلسلة نقل العدوى، مرجعا العزوف عنها إلى سلوكات المواطن وبعض الاختلالات في التنظيم.
واعتبر في سياق متصل، أن التغيرات التي قد تطرأ على الفيروس قد «تفلت لحملة التلقيح ولا يمكن التحكم في الوضعية الوبائية» ما يتوجب، بحسبه، الإسراع في تلقيح أكبر نسبة من الساكنة المستهدفة.
واستنادا لتجارب ومعطيات بعض الدول، ذكر الأخصائي بأن الأشخاص غير الملقحين تعرضوا أكثر من غيرهم إلى الإصابة بالفيروس وإلى الحالات الخطيرة. ولاحظ بأن التلقيح الواسع للسكان لا يساعد على كسر سلسلة نقل العدوى وضمان حماية الجهاز المناعي فحسب، بل يعزز حماية المجتمع من التغيرات التي قد تطرأ على الفيروس.
وبعد أن ذكر بأن حامل المتحور «دلتا» للفيروس يتسبب في نقل العدوى من الشخص المصاب إلى حوالي 6 أشخاص والمتحور «أوميكرون» ينقلها إلى ما بين 8 و10 أشخاص، قال زوغيلاش إن التلقيح «لابد أن يستهدف في بداية الأمر الفئات الهشة من الأشخاص المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة ومستخدمي بعض القطاعات التي هي في الواجهة على رأسها قطاع الصحة».
كما شدد على تعزيز التكفل بهذه الفئات في حالة تعرضها الى الإصابة، من خلال توفير الأدوية الضرورية لذلك والكمية اللازمة من مادة الأكسجين.
وكشف زوغيلاش بالمناسبة، عن استحداث خلية بوزارة الصحة لمتابعة الوضع الوبائي تساعد أصحاب القرار والجهات المعنية على متابعة مسار الحالات التي هي في اتصال مع المصابين، حيث سيسمح هذا التطبيق الذي يمكن للفاعلين في الميدان من مصالح محلية لعلم الأوبئة والطب الوقائي من تحميلها على هواتفهم النقالة، متابعة مدى الالتزام بالإجراءات الوقائية واحترام البروتوكول الصحي لمدة تتراوح بين 14 و21 يوما.
كما يساعد هذا التطبيق في شقه المعروف بـ»كوفيد-اليقظة»، على الحصول خلال وقت وجيز على معلومات دقيقة حول الوباء محليا ووطنيا.
في هذا الإطار، أعلن عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا، رياض محياوي، لدى نزوله ضيفا على الإذاعة الوطنية، الخميس الماضي، بأن عدد اأشخاص الملقحين بلغ 13 مليون شخص، متوقعا ارتفاع هذا العدد خلال الأيام المقبلة مع تسجيل نسبة إقبال على الحملة.
كما أكد رئيس النقابة الوطنية الجزائرية للصيادلة الخواص (سنابو)، أن عدد الملقحين على مستوى عملية التلقيح التي يشرف عليها 1500 صيدلي، قد بلغ 400 ألف ملقح، مبرزا أهمية الإقبال على هذه الحملة لكسر سلسلة تفشي الفيروس.
المدية: تلقيح 70٪ من سكان الولاية
كان وزير الصحة قد وصف، خلال إحدى زياراته الميدانية، المدية «بالولاية النموذجية» التي حققت نسبة 70٪ من تلقيح سكانها وهي النسبة التي سطرتها السلطات العمومية على المستوى الوطني، داعيا الولايات الأخرى الى الاقتداء بالوسائل التي استعملتها هذه المنطقة لإنجاح الحملة.
أكد مدير الصحة بالولاية، محمد شقوري، في تصريح لوأج، أن العملية بلغت ذروتها على مستوى الولاية خلال يوم واحد في سبتمبر الفارط بـ33 ألف ملقح، كما بلغت أحيانا أخرى 10 آلاف ملقح خلال يوم واحد خلال جانفي الجاري ولازالت متواصلة على نفس المنوال تقريبا.
وأرجع ذات المسؤول نجاح الولاية في هذه المهمة، إلى كل الوسائل المتاحة وإشراك جميع الفاعلين في الميدان، من مجتمع مدني وأطباء خواص ومساجد، من خلال مواصلة عملية التلقيح بعد صلاة العشاء، مع استعمال كل وسائل النقل، إلى جانب اللجوء الى البراح التقليدي بالأسواق والأحياء الآهلة بالسكان التي تفاعلت بشكل كبير مع هذه الحملة.
ونظرا للإقبال الكبير لجميع فئات المجتمع، فقد رفعت مديرية الصحة والسكان -بحسبه- نقاط التلقيح من 75 نقطة الى 300 نقطة، كما لجأت في أحيان أخرى الى دق أبواب المساكن واستعمال سيارات إسعاف مجهزة بالمناطق النائية.
وبلغ عدد المستفيدين -بحسب ما أفاد به مدير الصحة- من جرعتي التلقيح الأولى والثانية أزيد من 380 ألف شخص، من بين 540 ألف شخص ضمن الفئات المستهدفة بالولاية البالغة 18 سنة فما فوق، أي ما يمثل نسبة 70٪ من الملقحين بالمنطقة. كما سجلت المديرية نسبة هامة من الفئات المستفيدة من الجرعة الثالثة التي ترتفع من يوم لآخر.
وأعطت هذه الجهود -بحسب شقوري- ثمارها، حيث «لم تتأثر الولاية خلال هذه الموجة الرابعة كثيرا، بالرغم من الانتشار الواسع للمتحور «أوميكرون» ولم يتم استشفاء إلى غاية هذا الأسبوع سوى 72 مواطنا عبر كل مؤسسات الولاية ولا يتواجد بمصلحة الإنعاش إلا 3 مصابين، مؤكدا بأن كل الذين تم استشفاؤهم غير ملقحين.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024