سارعت الجامعات الجزائرية بعقد اجتماع طارئ لخلية الأزمة وتسيير السنة الجامعية 2021 - 2022، بعد ارتفاع عداد المنحنى الوبائي، إذ قررت العديد من الجامعات تعليق الدراسة وتأجيل امتحانات السداسي الأول، خوفا من تحولها لبؤر تفشي الفيروس.
تنفيذا لقرار السلطات العليا بخصوص تقييم الوضع الوبائي، اجتمع رؤساء الجامعات ومديرو المراكز الجامعية مع الخلية المحلية المكلفة بمتابعة سير السنة الجامعية، قصد إجراء تقييم شامل ودقيق للوضع الوبائي، بحضور مديري الخدمات الجامعية والشركاء الاجتماعيين، بالإضافة إلى فريق الطب الوقائي. وكلل الاجتماع بقرار تعليق الدراسة وتفعيل نمط التعليم عن بعد، فيما أبقت بعض الجامعات الدراسة الحضورية، مع تفعيل بروتوكول صحي صارم ومشدد.
في هذا الشأن، قال الخبير في الشأن الجامعي بوثلجة عبد الرحمن، في اتصال هاتفي مع «الشعب»، إن رئيس الجمهورية في اجتماعه مع اللجنة العلمية ترك الخيار لمديري الجامعات حسب الوضعية الوبائية داخل كل جامعة.
لكن المشكل الكبير في انتشار الفيروس داخل المؤسسات الجامعية- بحسبه ـ عدم نجاح حملة التلقيح داخل الجامعة وحملة التحسيس لم تكن فعالة، مبرزا أن التلقيح هو الحل الوحيد لمجابهة الفيروس.
ويضيف المتحدث، انه من المفروض أن الجامعة تحوي النخبة من أساتذة وطلبة والأجدر أنهم مثال للمجتمع وهم من يسابقون لأخذ التلقيح.
ويعتقد بوثلجة أن سبب غياب الوعي بالتلقيح، غياب خلية الإعلام والاتصال، مشيرا أنه لابد من أهل الاختصاص في خلية الإعلام والاتصال للتحسيس بتلقي اللقاح بطريقة إبداعية دون التوعوية الكلاسيكية.
من جهة أخرى، قال أحمد زياني عضو المكتب الوطني المكلف بالتنظيم في الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين في تصريح لـ «الشعب»، إن الوضع الوبائي المقلق عجل بالغلق الفوري لبعض الجامعات، مشيرا أن قرار الغلق صائب تفاديا لوقوع انتكاسة في صفوف الأسرة الجامعية، وكنموذج جامعة الجزائر-1 وجامعة الجزائر-3 وتيبازة.
وتابع أحمد زياني حديثه، أنه كان الأجدر إرسال تعليمة عاجلة من الوصاية للغلق الفوري لجميع الجامعات والأحياء الجامعية لمدة أسبوع، لتحضير بروتوكول صحي يتلاءم مع الحالة الصحية الراهنة، مبرزا أن بعض الجامعات أصبحت بؤرا وبائية، إلا أنها لم تعلق الدراسة كجامعة البويرة.
بالموازاة مع ذلك، قال المنسق الوطني لنقابة «كناس» بن حمادي عبد القادر، أن سرعة انتشار الفيروس حتم الغلق الفوري لبعض الجامعات بسبب الوضع الوبائي المقلق، مشيرا أن الغلق بحد ذاته ضرر، لكنه قرار شجاع وصائب.
ويرى المتحدث، أن تفعيل التعليم عن بعد بات ضروريا كحل مؤقت لاستمرار السنة الجامعية، إلى غاية استقرار الحالة الصحية وإعادة التحاق الطلبة بمقاعد الدراسة حضوريا.