بالرغم من أن كل القطاعات عرفت تأثرا بالغا، وشهدت تراجعا إلى الوراء، بسبب الضربات المتتالية لفيروس كورونا منذ ما يقارب السنتين، على غرار قطاع السياحة، إلا أن السياحة الداخلية بالجزائر عرفت نوعا من الانتعاش والازدهار، ومكنت الجزائريين من اكتشاف بلدهم، بعدما كانت وجهتهم المفضلة دول أوروبية.
أكد رئيس نقابة الوكالات السياحية بالنيابة، نذير بلحاج، أن فيروس كورونا وهو يوقّع عامه الثاني، أصبح من الضروري التعامل معه بصفة عادية دون اللجوء إلى إجراءات الغلق التي كانت معتمدة في بداية سنة 2020، مشددا على ضرورة أن لا يستمر الأخير في تهديد كل القطاعات والتوقف عن النشاط، بل يجب التعايش معه، من خلال اتباع كل الاحتياطات اللازمة لمواجهته والاستمرار في الحياة.
وشدد بلحاج في اتصال مع “الشعب”، على أن السياحة الداخلية اليوم لم تتأثر بفيروس كورونا كثيرا، بل بالعكس شهدت انتعاشا خلال شهر ديسمبر الماضي، حيث زار أكثر من 24 ألف جزائري المواقع السياحية بأقصى الجنوب بمناسبة إحياء ليلة رأس السنة الميلادية، في وقت أن المتحور أوميكرون لا يشكل خطرا كبيرا مثل المتحور دلتا، خاصة بالنسبة لأولئك الذين تلقوا التطعيم، داعيا إلى التعامل مع الأمر بشكل طبيعي، على غرار ما تقوم به دول أجنبية، أين تسجل يوميا إصابات بشكل كبير ولم تتخذ إجراءات الغلق، بل فضلت التعايش فقط مع الجائحة.
وأبرز المسؤول ذاته، أن المتحور “أوميكرون” لم يؤثر على السياحة الداخلية بالعكس، فإن الطلب اليوم على السياحة في الصحراء تزايد أكثر من العرض الموجود، خاصة في شهر ديسمبر الماضي، لدرجة أن السياح لم يجدوا أماكن الإيواء التي تكفل بها السكان المحليون، كون الطلب كان كبيرا، مع تسجيل فاضح لإمكانات الاستقبال، الإيواء والمرافق السياحية في الجنوب.
كما أكد بلحاج، غياب التّكفل الجيّد بهم على مستوى الفنادق ومختلف الخدمات السياحية التي لم ترق للمستوى المطلوب. فيما أُجبر الكثير على المغامرة من خلال التخييم، بحسبه.
وتحدث بلحاج عن نقص الإمكانات في الجزائر مقارنة بالطلب المتزايد خلال الفترة الأخيرة، مشدّدا على ضرورة التكفل بالمواقع السياحية من خلال الدفع بالاستثمار في محيطها، ببناء مختلف المرافق السياحية، مشيرا إلى أن ارتفاع العرض مقارنة بالطلب سيُعزز المنافسة وبالتالي مراجعة الأسعار، بما يخدم صاحب الخدمة السياحية والزبون على حد سواء.
في السياق، أوضح أنه ومقارنة مع نهاية السنة الماضية، فإن الطلب تراجع حاليا بشكل طفيف لعدة عوامل، جعلت تلك الفترة تنتعش على غرار عطلة الشتاء، واحتفالات رأس السنة، مبرزا أن المتحور “أوميكرون” لم يؤثر على السياحة الداخلية في الجزائر، بالرغم من تراجع السياحة الصحراوية إلى 40٪ اليوم مقارنة مع نهاية 2021.
وعرج المتحدث على الأزمة الخانقة التي تمر بها جل الوكالات السياحية، خاصة تلك التي تعتمد على إيرادات السفر إلى الخارج، وحتى تلك التي تشتغل في السياحة الداخلية. مشددا على أن الوكالات التي تشتغل في السياحة الخارجية هي اليوم في خطر، بالنظر لتجاهل مطالب التكفل بالأمر قبل فوات الأوان، كاشفا عن تحول نشاطات أغلب الوكالات السياحية إلى نشاطات أخرى لا تمت بصلة للسياحة، فيما أغلقت وكالات أخرى، كما اضطر العديد من أصحاب الوكالات لتأجير محلاتهم، مشددا على أن الدولة لم تستجب لمطالبهم، خاصة ما تعلق بتقديم إعانات مادية.
وشدد على أن استمرار الوضع على حاله يهدد عمل الوكالات السياحية بالاندثار، فمن من بين 4000 وكالة تنشط، تقلص العدد اليوم إلى 300 أو 200 وكالة فقط، ما ينبئ بكارثة للقطاع.
وبالرغم من لقاء جمع الأخير بمسؤولي وزارة السياحة، الأسبوع الماضي، الا أنه، كالعادة ــ حسبه ــ لم يثمر سوى بوعود ألفنا سماعها منذ حلول أزمة كورنا بالجزائر، يقول المتحدث.
وأبرز بلحاج، أن أهم الانشغالات التي تم رفعها تتعلق أساسا بفتح السياحة الخارجية، خاصة ما تعلق بشعيرتي العمرة والحج، حيث أن أغلب الدول العربية تعتمد على عائدات السياحة الدينية، بعد فتح الرحلات الخارجية في المملكة العربية السعودية، متحدثا أيضا عن الغلاء الذي كبّل السياحة في الجزائر وهي كلها ظروف صعبت من مهام هذه الوكالات.