تعرف الوضعية الوبائية في البلاد تدهورا ملحوظا، بعد تضاعف أرقام الإصابات خلال 24 ساعة الأخيرة متجاوزة عتبة 1500 حالة مؤكدة، مع ضعف نسبة التلقيح ضد الفيروس والتي لم تتعد 30٪، مما يمنع من تحقيق مسعى بلوغ المناعة الجماعية والحد من انتشار الوباء والتصدي لمخاطر المتحورات الجديدة.
حذر خبراء ومختصون من التراخي في التعامل مع الوضعية الحالية للوباء، التي تستدعي مزيدا من اليقظة والحذر للحد من انتشار الفيروس وكسر سلسلة العدوى وتفادي تكرار سيناريو الموجة الثالثة وتجنب دخول الجزائر في مرحلة غير مسبوقة من تفشي كوفيد-19، خاصة مع ظهور المتغير الجديد «أوميكرون» الذي يتميز بسرعة الانتشار والانتقال بين المواطنين واختلاطه بسلالة «دلتا» التي ما تزال تثير المخاوف بسبب ما تخلفه من إصابات خطيرة تصل إلى الاستشفاء والحاجة إلى الأوكسجين.
في هذا الإطار، كشف معهد باستور الجزائر، أن المتغير» أوميكرون» يمثل إلى غاية اليوم 57% من مجموع المتغيرات المنتشرة في البلاد بتسجيل 400 حالة مست كبار السن وعددا كبيرا من الأطفال، والرقم مرشح للارتفاع أكثر في الأيام القادمة، مع توقع المختصين بلوغ ذروة الإصابات وتزايد طلبات الاستشفاء بسبب تصاعد المنحنى الوبائي. ورفعت المستشفيات مستوى التأهب والاستعجال لمواجهة مخاطر هذه الموجة واستعدادا لأي طارئ ولضمان التكفل بجميع المرضى، مع محاولة عدم تكرار الأخطاء المرتكبة خلال الموجة الثالثة، لاسيما من حيث التنظيم والتسيير على مستوى جميع الوحدات والمصالح الصحية وكذا بتوفير وسائل ومستلزمات العلاج والرفع من عدد الأسرة وتوفير إمدادات الأوكسجين دون انقطاع في المستشفيات.
وفي إطار مكافحة تفشي فيروس كورونا وتدعيم نظام الوقاية والحفاظ على صحة المواطنين، اتخذت السلطات العليا للبلاد جملة من القرارات الهامة والإجراءات الاحترازية للحد من تفشي الوباء بشكل أكبر وتجنب كارثة صحية بسبب كثرة الإصابات والتفشي السريع للعدوى والضغط على المستشفيات والمتمثلة في غلق المدارس لضمان حماية الوسط المدرسي من انتشار الوباء وتشديد الرقابة على القادمين على متن رحلات جوية من الخارج، مع اللجوء إلى تخفيض عدد الرحلات الجوية من الخارج، إذا اقتضت الضرورة.
كما أعلنت ولاية الجزائر، في بيان لها، عن اتخاذ تدابير احترازية هامة بعد تفاقم الوضعية الوبائية في البلاد وتسجيل ارتفاع محسوس في عدد الإصابات اليومية، والمتمثلة في غلق جميع فضاءات التسلية والترفيه وأماكن التنزه بالعاصمة لمدة 10 أيام مع سهر كل الإدارات والمؤسسات والهيئات العمومية ومختلف المرافق العامة المستقطبة للمواطنين على التطبيق الصارم لهذه الإجراءات الوقائية.
وأضاف ذات المصدر، أن عدم الامتثال لهذه القرارات ينجر عنه تطبيق العقوبات المنصوص عليها طبقا للقوانين والتنظيمات سارية المفعول، مع ضرورة اتخاذ كافة الترتيبات اللازمة لاحترام إجراء ارتداء الكمامات وكذا التقيد الصارم بالبروتوكولات الصحية، بالإضافة إلى ضرورة ارتداء الكمامة في جميع الإدارات والمؤسسات العمومية والخاصة والأماكن والساحات العمومية والشوارع والمرافق العامة وجميع الفضاءات التجارية ووسائل النقل.
وأشارت إلى فرض تنظيم المداخل واحترام المسافة والتباعد الجسدي والاستعانة بملصقات تتضمن التذكير بالتدابير المانعة والوقاية، بالإضافة إلى وضع محاليل مائية كحولية تحت تصرف المواطنين، وتنظيف المحلات وتطهيرها يوميا.
ودعت مصالح ولاية الجزائر المواطنات والمواطنين إلى المزيد من اليقظة، مشددة على ضرورة الإقبال على مراكز التلقيح لأخذ اللقاح المضاد لفيروس كورونا، باعتبار أن التلقيح يبقى الوسيلة الوحيدة للتخفيف من آثار الوباء ولتحقيق المناعة الجماعية التي تمكن من كسر سلسلة انتشار عدوى المتحورات.