شهدت جامعات ولاية قسنطينة وعلى رأسها جامعة الإخوة منتوري وصالح بوبنيدر حملات متتالية للتلقيح ضد فيروس «كوفيد 19» لصالح الطلبة الجامعيين وعمال المنظومة الجامعية، على ضوء الوضعية الصحية المتراجعة وتسجيل نسبة إصابات مرتفعة، حيث تم تجنيد تنسيقيات الجامعات الثلاث للرفع من نسبة التلقيح داخل الحرم الجامعي.
حملات التلقيح شملت جامعة الإخوة منتوري قسنطينة1، جامعة صالح بوبنيدر قسنطينة2، جامعة قسنطينة 3، المدرسة العليا للأساتذة، ورغم توفير كافة الإمكانيات غير أنّ العملية شهدت نسبا ضئيلة جدا، وصفت بغير الناجحة ولم تحقق نتائج عالية بسبب عزوف الطلبة ومستخدمي الجامعات والمعاهد على تلقي اللقاح المضاد لعدوى «كوفيد19».
«الشعب» وفي حديثها مع مدير الخدمات الجامعية عين باي « بودايرة إبراهيم» قال أنّ الجامعة بادرت من أجل تلقيح وتوعية الطلبة والعمال وكافة طاقم الخدمات الجامعية بضرورة أخذ اللقاح والرفع من نسبة التلقيح التي شهدت رغم برامج التحسيس تباطؤ في أخذ اللقاح ما يطرح حسبه عديد التخوّفات في تصاعد عدد الإصابات بكوفيد 19 وتفاقم الوضع الوبائي.
وفي هذا الصدد، دعا الأسرة الجامعية بضرورة التحلي بروح المسؤولية والتوجه نحو مراكز التلقيح والمساهمة في تسجيل نسب عالية من التلقيح للوصول لمناعة جماعية تواجه خطر ظهور وانتشار سلالات أخرى للفيروس.
ومن جهته، رئيس الإتحاد الطلابي «نزيم عكاشة» أفاد أنّ منظمته نظمت عدة حملات توعوية وتحسيسية بضرورة التلقيح داخل الحرم الجامعي، إلا أنّ نتائج التلقيح لا تزال ضعيفة جدا، خاصة وأنّ جامعة الإخوة منتوري قسنطينة سجلت أضعف نسبة تلقيح من بين كافة الجامعات الجزائرية.
واعتبر أنّ الوضع الوبائي في الوسط الجامعي، في هذه الفترة، جدّ خطيرة بسبب عدة عوامل في مقدمتها الاكتظاظ على مستوى النقل الجامعي الذي وصفه بالكارثي في غياب البروتوكول الصحي وإجراءات الوقاية داخل الإقامات الجامعية، حيث تم تسجيل أكبر نسبة من الإصابات بالفيروس على مستوى معهد علوم التغذية والتغذي.
ليضيف أنهم كإتحاد طلابي طالبوا الجهات الوصية بالغلق الفوري للجامعة وبكل فروعها لإعادة تعقيم الهياكل الجامعية، على غرار المطاعم والمكتبة الجامعية وحتى الأقسام فضلا عن القيام بإحصائيات مؤكدة حول نسبة الإصابات والتطبيق الصارم للبروتوكول الصحي وتحقيق التباعد الذي يعتبر الحل الوحيد لعدم انتشار الوباء وكبح سرعة انتشاره.
وخلال الجولة التي قمنا بها خلال حملة التلقيح التي نظمت، مؤخرا، بجامعة صالح بوبنيدر قسنطينة 1، وتحديدا بمعهد هندسة الطرائق، لاستطلاع تجاوب الطلبة والأسرة الجامعية ككل مع حملة التلقيح ضد كورونا تفاجأنا بقلة توافد الطلبة والعمال رغم الحملات التحسيسية التي تم إطلاقها، سابقا، ليبقى رقم الطلبة الملقحين ضئيل جدا مقابل العدد الهائل لمرتادي الجامعة بقسنطينة، سيّما وأنّها تعتبر مدينة جامعية الأولى إفريقيا.
وأكد لنا الطاقم الطبي المكلف بعملية التلقيح على مستوى جامعة بوبنيدر أنّ الإمكانيات متوفرة لتغطية كافة الأسرة الجامعية، بما فيها الإقامات الجامعية إلا أنهم تفاجؤوا بضعف التوافد وقلة الوعي بأهمية التلقيح لمجابهة الموجة الرابعة وعدم السماح للفيروس بالانتشار داخل أوساط الحرم الجامعي، لتسجل نسبة التلقيح ما نسبته 5 بالمائة فقط.