في سياق مواصلة مسار الاحترافية

الجيش الوطني الشعبي يفتح أبوابه للنخبة من الشباب الجزائري

حكيم بوغرارة

يفتح الجيش الوطني الشعبي أبوابه للطلبة المتفوقين في شهادة البكالوريا ومختلف الشعب الجامعية في سياق تعزيز مسار الاحترافية، وهذا لضمان ديمومة واستمرارية المؤسسة العسكرية التي تعتبر العمود الفقري وصمام أمان الدولة الجزائرية.
ويسعى سليل جيش التحرير الوطني منذ سنوات إلى تمكين أكبر قدر ممكن من فئات الشباب الجزائري، ومن مختلف ربوع الوطن من فرصة الالتحاق بالجيش، وهو سر من أسرار تماسك وتلاحم المؤسسة العسكرية التي تعتبر نفسها أسرة واحدة وتذوب فيها كل الحساسيات والانتماءات، فالكل يملك نفس الحقوق ويقوم بالواجبات ذاتها دون كلل ولا ملل.
كما أن هذا التوجه الاجتماعي للجيش أكسبه احترام وتقدير كل الجزائريين دون استثناء،وفوق ذلك شكل له حصانة مانعة أمام كل محاولات التشويه التي حاول البعض الاستثمار فيها للنيل منه على عكس ذلك وجدت المؤسسة العسكرية كل الدعم والمساندة من مختلف الفئات الشعبية التي لم تتنكر لمجهوداتها وتضحياتها في كل المراحل التي مرت بها الجزائر، ولم تتأخر يوما في الوقوف بصف الجمهورية وحماية مقومات وسلامة الشعب الجزائري.
وقد استفاد الجيش الوطني الشعبي كثيرا من قدرات الشباب الجزائري المتفوق في الدراسة من خلال منحه أعلى مناهج التكوين والتفتح على الخارج والقيام بتربصات تكوينية في مختلف الدول حتى جعلته مرجعا عالميا في عديد المجالات، وبلغ الأمر بالولايات المتحدة الأمريكية وكبرى الدول الغربية إلى طلب  التعاون مع الجزائر خاصة في ظل الكفاءة العالية لقواتنا المسلحة، وابتعادها عن المشاركة في الحروب القذرة والمؤامرات ضد الشعوب والدول وهو ما زاد من احترامها ومكانتها ضمن جيوش العالم.
وقد ارتفع أداء المؤسسة العسكرية منذ إعلان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة منحها كل الإمكانيات ليصبح جيشنا محترفا في سياق مواكبة التحولات المحلية والإقليمية والاستعداد للمراحل المستقبلية التي تتميز بكثرة التوترات،والمؤامرات واستهداف سيادة الدول،كما أن تصاعد المدّ الارهابي وتنوعه جعل الجزائر تستثمر في المؤسسة العسكرية وهي الخطوة التي أكدت بعد نظر القيادة الجزائرية واستشرافها للمستقبل.
ومن بين العوامل التي زادت من قوة المؤسسة العسكرية، الانسجام التام بين النظرة العسكرية والدبلوماسية لمختلف القضايا خاصة الأزمات الإقليمية فالتعامل مع أزمة الساحة وما حدث في ليبيا وتجاوز مرحلة ما يسمى بالربيع العربي قيمة مضافة لاستقرار الجزائر وتدعيم للحصانة والمناعة الداخلية أمام أي محاولات للتدخل الأجنبي أو الاختراق في صورة تؤكد علو كعب المؤسسة العسكرية.
ومن بين المحطات الفاصلة التي كانت اختبارا حقيقيا للجيش الوطني الشعبي هو الاعتداء الإرهابي على تيقنتورين الذي شكل مؤامرة دولية على الجزائر لجرها نحو الفوضى والتشكيك في قدراتها الدفاعية، وكان تواجد عشرات الجنسيات من الرهائن والبعد الاقتصادي للقضية نوعا من الضغط ولكن انقلب كل شيء على المتربصين بالجزائر، حينما نقل الرهائن من النرويج واليابان والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا شهادات حول الإنسانية الكبيرة للجيش الشعبي الوطني التي تعامل بها مع اعتداء تيقنتورين، وكيفية تمكنه من تجنيب المنطقة كارثة عظمى وهو ما جعل العديد من الدول تتراجع عن حروبها الإعلامية لأن الرأي العام العالمي عبر عن تضامنه ومساندته للجزائر التي تفضل دائما الدبلوماسية والطرق الإنسانية لفض المشاكل مع صرامة شديدة ضد المتطرفين والذين يفضلون العنف.
وما يؤكد الطريق السليم الذي تسير عليه المؤسسة العسكرية هو كثرة طلبات الدول في إرسال ضباطها للاستفادة من تكوين في الجزائر والاستلهام من تجارب الجزائر في مكافحة الاستعمار والإرهاب والمعاملة الإنسانية وهو ما يعتبر اعترافا بمكانة وقدرة واحترافية الجيش الوطني الشعبي .     

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024