خطفت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، عبد الرحمان بن حميدة، منذ تدشينها شهر أفريل من سنة 2021، المشغل الثقافي والفكري المحلي بولاية بومرداس بفضل الأنشطة المتنوعة على الرغم من كل الظروف الصحية الاستثنائية التي قلصت بشكل كبير مجمل النشاطات، تماشيا مع إجراءات الحجر الصحي، حيث يواصل هذا الصرح الكبير لم شمل الأسرة الثقافية وكل المبدعين في شتى المجالات عن طريق تنظيم معارض وندوات تعكس مختلف المناسبات الهامة.
شكل مشروع إنجاز مكتبة رئيسية للمطالعة العمومية أحد أهم المنجزات التي حققها قطاع الثقافة بولاية بومرداس، في السنوات الأخيرة، التي عرفت قحطا ونقصا فادحا من حيث الهياكل والمرافق، خاصة بعد توقف مشروع إنجاز المسرح الجهوي ومتحف الولاية، حيث تحولت هذه المكتبة منذ وضعها حيز الخدمة قبلة لكل الناشطين والمبدعين، الذين وجدوا في فضاءات هذا المركز أكبر مؤنس وداعم لعرض انتجاعهم الأدبي من قصة ورواية، شعر، فنون تشكيلية وعروض أخرى مسرحية وسينمائية كانت هذه المكتبة سباقة لعرضها لفائدة الجمهور منها الفيلم الوثائقي «تادلس» للمخرج مصطفى بوفلاح.
والأجمل في هذا الصرح الثقافي الذي يحتل موقعا استراتيجيا وسط مدينة بومرداس، أنه أخذ بعين الاعتبار اهتمامات كل الفئات من فنانين، طلبة، تلاميذ المدارس وفئة الأطفال الذين وجدوا في فضاءات المطالعة، الورشات الإبداعيية، فضاء الانترنت وغيرها من الزوايا الأخرى المخصصة لتنظيم الملتقيات والندوات الفكرية فرصة لعرض إبداعاتهم، حيث احتضنت منذ مطلع الشهر الحالي عدة فعاليات ثقافية، معارض للفن التشكيلي، بيع بالإهداء لعدد من المبدعين الشباب وهذا بمناسبة الاحتفال بمناسبة يناير.
ورغم أهمية المكسب الذي جاء لسد العجز الذي يعاني منه قطاع الثقافة في مجال المرافق والهياكل، وعدم مواكبة الكثير من المراكز التابعة لمديرية الثقافة لهذه الديناميكية، تبقى أنظار فئات واسعة من الشباب والأطفال بالبلديات الداخلية، متطلعة للاستفادة من نصيب فكري وفني وتقريب مثل هذه الأنشطة الهادفة التي تبقى ضئيلة جدا وليس بمقدور النشاطات المناسباتية خلال العطلة التي تقوم بها بعض الجمعيات أو القوافل المتنقلة التي تعتمد في العادة على مجال الترفيه تغطية النقائص وتعطش هذه الفئات الاجتماعية الحساسة لإيجاد فضاءات تقيهم شر أزمة الفراغ الرهيب وتحميهم من مختلف الآفات الاجتماعية السلبية منها ظاهرة المخدرات التي انتشرت بكثرة وسط هذه الفئة.
كما يطمح الكثير من الأولياء والمتابعين للحركية الثقافية بولاية بومرداس، أن تلتفت مديرية الثقافة وكل المتدخلين من سلطات ولائية ومحلية وتحرص على مواصلة إنجاز مختلف المرافق والملاحق بالمناطق النائية التي لم تنجز منها قاعات المطالعة الريفية لتحقيق عدالة التوزيع، في ظل نقص باقي المرافق منها الرياضية، مراكز الترفيه والتسلية التي جعلت نسبة هامة من الأطفال عرضة للتهميش، خاصة مع صمت السلطات المحلية وعدم إدراج هذا القطاع ضمن الأولويات من قبل المنتخبين الجدد وحتى السابقين الذين عجزوا حتى في صيانة الألعاب البسيطة التي تعرضت للتخريب في عدد من الحدائق العامة التي تلجأ إليها العائلات والأطفال بحثا عن الراحة والهدوء.