عرفت مجلة “دبلوماتيكا”، وهي مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة “الشعب” وتعنى بالقضايا الدبلوماسية والاستراتيجية، صدور عددها الأول، وهذا عقب صدور العدد التجريبي سابقا، علما أنها تصدر باللغات الثلاث العربية والفرنسية والانجليزية.
جاءت الافتتاحية بتوقيع الرئيس المدير العام مصطفى هميسي، بعنوان : الدبلوماسية وكسر “ الحلقة النارية”، أشار فيها إلى أنّه على الرغم من عدم الاستقرار الذي تعرفه المنطقة، إلاّ أنّ الدبلوماسية الجزائرية ساهمت بشكل فعال في الهدوء نسبيا ؛ من منطلق أنّ الجزائر تؤمن بأنّ المواجهات المسلحة لا يمكنها أن تحل النزاعات سواء كان ذلك في مالي أو في ليبيا أو في غيرهما من المناطق، وأنّ التفاوض السياسي هو السبيل المعوّل عليه لحل كل المشاكل والإشكاليات المطروحة بين الفرقاء المتصارعين أو المتدافعين، وأحداث التاريخ شاهدة على أنّ الدور الجزائري كان فاعلا في حل الكثير من الأزمات.
وأضافت الافتتاحية، أنّ العمل السياسي الدؤوب واستقلالية الدبلوماسية الجزائرية وثباتها، مكنت من كسر “ الحلقة النارية” التي كانت حولها شرقا وجنوبا وغربا.
وتضمّن العدد الأول من المجلة، مواضيع هامة حول الصحراء الغربية والوساطة الجزائرية في الأزمة المالية، والعلاقات الصينية المغاربية، والتغلغل الصهيوني في إفريقيا وغيرها، والنزاعات الاثنية في القارة السمراء.
كما كتب البروفيسور، اسماعيل دبش، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3، في مساهمة بعنوان : تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية : حتمية الاستفتاء، كون قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار بحسب الأمم المتحدة، يرى البروفيسور دبش أنّ الاستفتاء هو الحل الوحيد لهذا النزاع الذي طال أمده.
ومن جهته، ركز أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر3 البروفيسور ساحل مخلوف، في مساهمة على دور الجزائر في بناء السلم وهندسة الأمن من خلال: دراسة للوساطة الجزائرية في الأزمة المالية، مشيرا إلى الدور الكبير الذي لعبته الوساطة الجزائرية في تسوية عدة نزاعات شهدتها القارة الإفريقية، ومنها النزاع في مالي.
كمل شمل العدد مساهمات حول : تطور العلاقات الصينية المغاربية فرص ومخاطر، للدكتور سمير قط، بالإضافة إلى مساهمة بعنوان : التغلغل الصهيوني في إفريقيا: مناورات احتواء الفضاء المغاربي وكسر حاجز الممانعة الجزائرية، للدكتور ابراهيم بن دايخة، وكذا مساهمة للدكتور موسى بن قصير بعنوان : الصراعات الاثنية في إفريقيا المعضلة التي لم تنته.
وتضمّنت النسخة بالإنجليزية مساهمة للدكتور دجلة سماعين، بعنوان: العلاقات الصينية الجزائرية، تعزيز التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق، أشار من خلالها إلى أنّ الجزائر والصين تجمعهما علاقاتٌ تاريخيَّة واسترتيجيَّة، والحاصل أنّها تطوَّرت بثبات شيئًا فشيئًا من المجالات السياسية لتشمل الدِّبلوماسية والاقتصاد، وصولًا إلى الشؤون العسكرية والاستراتيجية، كما يرى الدكتور دجلة أنّ هذه العلاقات يمكن أن تتعزز أكثر فأكثر في إطار مبادرة الحزام والطريق، كما جاءت مساهمة الدكتور مصطفى بوصبوعة، تحت عنوان : بناء المغرب العربي والعلاقة غير المتكافئة مع الاتحاد الأوروبي.
وفي نسخة دبلوماتيكا بالفرنسية، تتضمن مساهمة للدكتور اسماعيل جوهري، بعنوان : استراتيجية الردع الجزائري، بالإضافة إلى مساهمات ومتابعات أخرى.