الاختبارات المستضدية لا تكشف عن السلالات الجديدة
أكد الباحث والخبير في علم الفيروسات، والبيولوجي السابق بمخابر التحليلات الطبية، الدكتور محمد ملهاق ، أنّ الوضع الوبائي أصبح مقلقا بعد ظهور حالات عديدة لمتحور أوميكرون في بلادنا، ما يستدعي التحقيق الوبائي لمحاصرة البؤر، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات احترازية مكثفة على المطارات للحدّ من انتشار الفيروس وسلالاته المتحورة.
أوضح الدكتور ملهاق في تصريح لــ “الشعب “، أنّه كلما ازداد انتشار متحور “أوميكرون” فإنّ نسبة العدوى والتكاثر تزداد عند الأشخاص، ما يستلزم توسيع التحقيق في الحالة الوبائية لمحاصرة البؤر ومعرفة الأشخاص المحيطين والحالات المشتبه بها للتأكد من الإصابة، خاصة وأنّ المتغير الجديد ينتشر بضعف المتحور “دلتا”، وعشر مرات أكثر من كورونا الأصلي - حسب الدراسات الأولية-.
وحذر الباحث في علم الفيروسات، في ذات السياق، من أنّ “الارتفاع الكبير في عدد الإصابات قد يأتي بردّ فعل عكسي لأنه كلما ازداد انتشار أوميكرون زادت العدوى والتكاثر، ما يزيد من احتمال ظهور سلالات جديدة حسب آخر الدراسات، لكن حاليا “أوميكرون” متحور ليس خطيرا، لكنه يمكن أن يسبب الوفاة وبنسبة أقل من المتغير الشرس “دلتا “.
وأشار بذات الخصوص، أنّ خطورة “أوميكرون” تكمن في سرعة انتشاره أكثر من نظيره دلتا، ويتسبب في أعراض أقل حدة، لكن مع حالة التراخي المسجلة في أوساط المواطنين، يتوقع أن تكون العدوى أكثر والاكتظاظ أكبر على المستشفيات، الأمر الذي سيؤدي إلى إرهاق المنظومة الصحية مجددا وصعوبة التكفل بالمرضى.
وشدّد المتحدث على ضرورة توسيع إستراتيجية التشخيص والالتزام بالإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا، ومواصلة عمليات التلقيح لتحقيق المناعة الصحية، موضحا، أنّ الدول التي عرفت نسبة تلقيح مرتفعة سجلت عددا قليلا من الوفيات مقارنة بالإصابات، عكس الدول التي عرفت نسبة تطعيم ضعيفة، فإنّها عاشت اكتظاظا في المستشفيات.
وبخصوص الاختبارات التي تكشف عن المتحور”أوميكرون”، أوضح الدكتور أنّ معهد باستور الوحيد الذي يكشف عن المتحورات الجديدة، كونه مخبر مرجعي للتحليلات الجينية، وأيّ حالات مؤكدة عن طريق” بي. سي. أر “ تخضع للتسلسل الجيني وتتقاسم بين المتحورات “دلتا” “بيتا” وغيرها، مشيرا بشأن تحاليل الكشف المرجعي لكوفيد ،الاختبار المستضدي (عن طريق تحليل الدم) أنه ليس فعالا للتعرف على السلالات الجديدة، لأنها اختبارات توجيهية تكون فعالة عند ظهور الأعراض، وبما أنّ “أوميكرون” ليست لديه أعراض أو تكون خفيفة فإنّ الاختبارات المستضدية أقل فعالية بـ40 بالمائة.
وأضاف بشأن حالات “ أوميكرون “، أنه تم التعرف عنها عن طريق الاختبارات التسلسلية المتواجدة بمعهد باستور، أما تحليل “بي .سي .أر” فيكشف عن كورونا المرجعي فقط، ولذلك فإنّ السلالات الجديدة المنتشرة في بلادنا يتعرف عليها بواسطة معهد باستور، الذي يحرص على مراقبة انتشار الفيروس وحركة انتقاله.
وعن أعراض “أوميكرون” يرى الدكتور، أنها تختلف عن بقية سلالات الفيروس، لكنها تتشابه مع أعراض نزلات البرد المعتادة “، إلا أنّ المؤكد أنها خفيفة مقارنة بدلتا الذي يحتاج إلى الأوكسجين بسبب إصابة الجهاز التنفسي، بينما “أوميكرون” يصيب الجهاز العلوي، والمخاوف الآن من انتشار العدوى بسبب الأمراض الفيروسية التي تتفشى في فصل الشتاء.
وعليه أكد الدكتور ملهاق، أنّه في حال استمرار التراخي، وضعف عمليات التلقيح وبقاء”دلتا” مسيطرا على الوضع، “سنعيش موجة عنيفة من الوباء”، داعيا المواطنين إلى الإقبال على مراكز التطعيم لكبح انتشار الفيروس ومحاصرة بؤر السلالات الجديدة.