نشر التجارب الإيجابية لتصحيح المعلومات المغلوطة

وسائل التواصل الاجتماعي وكورونا.. الحملــــــــة والحملــــة المضـــــــــادة

ورقلة: إيمان كافي

حظيت وسائل التواصل الاجتماعي بمساحة كبيرة من الاهتمام، خلال الأزمة الصحية العالمية التي تسببت فيها جائحة كوفيد 19 واستخدمت هذه الوسائل كثيرا من طرف أشخاص لا علاقة لهم بالميدان، يتحدثون بدون دلائل وبراهين علمية ومع غياب المعلومة الصحية، حاولوا التشكيك في حقيقة المرض واستمر الأمر بنشر شائعات حول اللقاح المضاد للفيروس.

اعتبر الدكتور أمين رحماني اختصاصي في أمراض المناعة الطبية ورئيس مخبر كوفيد 19 بمستشفى محمد بوضياف بورقلة أنّ وسائل التواصل الاجتماعي، أضحت سلطة قوية جدا ومؤثرة في آراء وسلوكات الشعوب، ولكن المشكل المطروح هو أنّ المعلومة التي تقدم عبرها ليست صحيحة دائما، حيث بإمكان أيّ شخص قام بكتابة منشور أو نشر فيديو أو بث حي بكل حرية وفي أطر المساحات التي تؤمنها هذه الفضاءات.

إلا أنّ ما لوحظ في الأمور العلمية حسبه “غاب أهل العلم والخبرة والميدان وحضر أناس لا علاقة لهم بالميدان، وهو ما شهدناه في بداية انتشار جائحة كورونا، أين تم الترويج لأدوية ليست لها علاقة بـ«كوفيد 19” وتردد كثيرا عنوان تناول هذا الدواء فهو يشفيك والكثير من المحتوى قدم وصفات غير علمية وهناك من تفاقمت حالته بسبب ما رُوّج له”. 

وأكّد، أنّ بعض محتوى وسائل التواصل الاجتماعي وباعتبارها مصادر مفتوحة ساهم في الترويج لأفكار مغلوطة، بالرغم من أنّ هذه المواقع، سبق وأن أوقفت الكثير من الأشخاص عن النشر لأسباب متعلقة بقضايا معينة، وهو إجراء كان من المفترض أن يشمل أيّ محتوى يمسّ بصحة الأشخاص كذلك.

وأكد الدكتور رحماني لـ«الشعب” أنّ بعض الصفحات عبر الوسائط الاجتماعية، شوّهت المعلومة الصحية وكانت النتيجة بعزوف البعض عن التلقيح ولكن بعضها ساهمت بالمقابل في تنوير الجمهور العام، لذلك أصبح من الضروري لأهل العلم إعادة بناء جسور الثقة مع المواطنين وأن يكونوا حاضرين بقوة عبر هذه الوسائل، من خلال الحوار البناء، الذي من شأنه أن يحدث فرقا كبيرا في الآراء والسلوكات.

وبالإضافة إلى فتح ورشات حول اللقاحات عبر البث الحي والمباشر في هذه الوسائط أو عبر الشاشات التلفزيونية ورجال الإعلام مطالبون أيضا بتقوية علاقاتهم بأهل الميدان الصحي واستضافتهم للمساهمة في تصحيح هذه الأفكار ولتقديم المعلومة الصحية الصحيحة عبر أهل الاختصاص، من أجل المساهمة في تصحيح المفاهيم ورفع نسبة الوعي المجتمعي.

ويعد نشر التجارب الإيجابية للأشخاص الذين تلقوا اللقاح دون أن يتسبب لهم في أعراض جانبية، ضروريا اليوم سواء على مستوى وسائط التواصل الاجتماعي أو عبر وسائل الإعلام، حيث يعتبر هؤلاء شركاء فعالين في العملية، فمن خلال عرض تجربتهم وكيف استمروا، بالرغم من الشائعات التي كانت تحوم حول اللقاح وتسببه في الوفاة أو في أمراض خطيرة، على غرار الشائعات التي كانت تروّج لتأثيره على الخصوبة والصحة الإنجابية، في حين أنّ كثيرا من الأشخاص في الواقع أخذوا اللقاح وتزوجوا وأنجبوا أطفالا والحياة تستمر كما كانت قبل اللقاح، ما من شأنه أن يساهم في إقناع كثير من العازفين عن التلقيح بأخذ اللقاح لحماية أنفسهم والآخرين ورفع المناعة الجماعية، كما قال الدكتور رحماني.

وأضاف المتحدث أنّ هناك من يرفض الذهاب للتلقيح فقط لاعتقاده بأنّ أخذ اللقاح يتطلب مواعيد والعملية تجري تحت ظروف بيروقراطية، لكنّ الأمر في الواقع سهل وبسيط، حيث يمكن لأيّ شخص أن يلتحق بأيّ مركز للتلقيح بدون مواعيد وبدون وسيط وفي أيّ وقت ولن يستغرق الأمر أكثر من عشر دقائق.

كما أشار إلى أنّ الطاقم الطبي في كل المراكز الصحية للتلقيح، حريص على تدوين معلومات كل شخص يأخذ جرعة التلقيح ونوع اللقاح وترقيمه عبر السجلات والتأكيد على كل من تلقى اللقاح، بأن يبلغ المركز الذي تلقى فيه جرعة اللقاح، إذا شعر بأيّ أعراض جانبية على المستوى القريب المتوسط أو البعيد، منوّها بعدد التبليغات المقدمة حول الآثار الجانبية، ليس مرتفعا وهي عادية وغير مثيرة للقلق ومشابهة للآثار الجانبية لأيّ لقاحات أخرى، تلقاها الإنسان خلال مراحل حياته وأنّ المهم هو الالتزام بأن يكون المتقدم إلى مراكز التلقيح في صحة جيدة، بحيث إذا سبق وأن أصيب بكورونا لابد أن ينتظر ثلاثة أشهر قبل التلقيح وإذا كانت لديه أعراض كورونا، يجري التحليل المطلوب للتأكد من عدم إصابته بالفيروس قبل التلقيح.

 

الجواز الصحي أمر إيجابي 

 

من جانب آخر، أبدى اختصاصي أمراض المناعة ارتياحه لقرار فرض الجواز الصحي في الجزائر، مشيرا إلى أنّ هناك فعالية للجواز الصحي الذي تم تطبيقه في الدول الأوروبية، منذ عدة أشهر.

وأشار إلى أنّ إقرار الجزائر الجواز الصحي أمر إيجابي، لأنّ الأماكن العامة هي بؤر لانتشار الفيروس، ودخول الأشخاص المصابين قد يؤدي إلى نتائج وخيمة ويتسبب في إحداث بؤرة عدوى وغلق هذا المكان وقد ينجم عنه وفيات وعدة مصابين، ومن أجل الأمن الصحي وحماية العمال الذين يشتغلون في هذه الأماكن، فإنّ فرض الجواز الصحي فكرة إيجابية لتحقيق استجابة أكبر للتلقيح.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024