الخارج وجهة الجزائريين

السياحة المحلية ضحية نقص الترويج وضعف هياكل الاستقبال

حكيم بوغرارة

ارتفعت حمّى الوكالات السياحية الجزائرية لضمان نقل الجزائريين إلى الخارج لقضاء العطلة السنوية الصيفية، وازدادت حدة العروض مع قرب انتهاء شهر رمضان المعظم، حيث يستعد الكثيرون لاختيار وجهة خارجية قد تكون تونس أو تركيا اللتين تستحوذان على سوق السياحة الخارجية.
يحدث هذا في ظل عدم بروز أية استراتيجية وطنية ميدانية لتشجيع الجزائريين على قضاء عطلهم داخل الوطن بالرغبة التي تتملكهم عند الذهاب للخارج.
ويتواصل واقع السياحة منذ سنوات، حيث وبالرغم من توفير السلطات للكثير من الإمكانات المالية وتغيير التشريعات التي جاءت بإعفاءات ضريبية وقروض تحفيزية، إلا أن الواقع لم يتغير وبقيت مساهمة السياحة في الناتج الداخلي الخام بعيدة عن التطلعات.
ومن إعادة تصنيف الفنادق والجدل حول الدفع من عدمه لدخول الشواطئ، وكذا وضع حظائر بالأموال أو مجانية، بقيت السياحة الجزائرية رهينة نقاشات وجدل فارغ حرم المواطنين من استغلال التحولات التي تمر بها المنطقة العربية لنصبح قطبا سياحيا بحكم العديد من الظروف والأسباب المعلنة وغير المعلنة.
ومن بين العراقيل التي تحول دون النهوض بالسياحة الجزائرية، غياب تقاليد التعامل مع السياح من المطار إلى الفندق. فالمطلع على واقع مطار الجزائر الدولي يكتشف غياب أي دليل من وزارة السياحة يوزع المطويات أو المجلات لإقناع الأجانب باختيار وجهة يقضي فيها أياما للراحة، وهو ما وقفنا عليه في عديد الدول المجاورة، حيث يستغلون المطار للتعريف بإمكاناتهم في إطار سياسة ترويجية بتكاليف أقل وفعالية كبيرة.
ويبقى غياب قروض ميسرة للموظفين لقضاء عطلهم داخل الوطن عاملا آخر لضعف السياحة المحلية، وهو ما من شأنه أن يشجع التنمية المستدامة في إطار ديناميكية اقتصادية متكاملة.
ويبقى ضعف الخدمات من أكبر الأسباب التي تحول دون النهوض بالسياحة، فإيجاد فنادق بأسعار معقولة مستحيل والمبيت في فندق «5 نجوم» ضرب من الخيال، وأسعار الشتاء أغلى من أسعار الصيف، وهكذا... بينما يتاح للجميع قضاء أيام في فندق 5 نجوم بتونس أو دول أخرى في صورة تؤكد غلاء الأسعار في الجزائر.
وبالمقابل حتى الشقق بالمدن الساحلية باتت تؤجر بأكثر من 7000 دج لليلة الواحدة وهو ما يعادل فندق 5 نجوم في دول أخرى متطورة ومتقدمة، وبالتالي يبقى اختيار وجهة أجنبية الأحسن.
وعليه، فالسياحة الجزائرية التي تملك من الإمكانات ما يؤهلها لأن تصبح قطبا عالميا، إلا أن غياب الإرادة الحقيقية جعلها رهينة الخطابات والأماني التي لن تنفع في شيء، بل ستضيع وقتا وجهدا ومالا وبالنتيجة عزوفا سياحا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024