(الشعب): أياما فقط بعد حلول فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، تعبر الأرض هذا الثلاثاء 4 جانفي الجاري، بأقرب نقطة لها من الشمس في ظاهرة فلكية لا تتكرر إلا في مطلع الأسبوع الأول من كل سنة، وفقا لما أوردته الجمعية العلمية الفلكية ـ البوزجاني.
تعرف الظاهرة فلكيا بمرور الأرض بنقطة «الحضيض» وهي أقرب نقطة في مدار الأرض الإهليلجي حول الشمس، حيث تتواجد يومها على بعد 0.983 وحدة فلكية (هي متوسط المسافة بين الأرض والشمس وتساوي حوالي 149.6 مليون كم)، أي ما يعادل نحو 147،مليون كم، علما أنها تقل بـ5 ملايين كم فقط عندما تبلغ نقطة الأوج في شهر جويلية.
وأضافت الجمعية في بيان، تسلمت «الشعب» نسخة منه، أن قرب الشمس أو بُعدها ليس هو ما يحدد حدوث الفصول الأربعة، كما يعتقد الكثير منا، ولكنه يحدد المدة التي تستغرقها هذه الفصول، حيث يكون فصل الشتاء الأقصر مدة بالنسبة لسكان نصف الكرة الشمالي، بينما تبلغ سرعة الأرض أقصاها في مدارها حول الشمس نحو 30 كم/ثانية.
وتتزامن ظاهرة الحضيض مع ذروة همرات شهب الرباعيات (Quadrantides) التي تسقط على الأرض في الفترة مابين 28 ديسمبر و12 جانفي الجاري ليصل عددها 120 شهاب في الساعة، إذا توافرت طبعا ظروف جوية مناسبة، من صفاء السماء ليلا، وأن يكون الراصد بعيدا عن التلوث الضوئي، خاصة داخل المدن، فضلا عن بدء تزايد نور القمر الجديد لشهر جمادى الآخرة.
ولمن أراد رصد هذه الشهب ليلا فما عليه سوى توجيه نظره نحو نقطة إشعاع هذه الشهب التي تقع شمالا بين كوكبة الدب الأكبر ونجم السماك الرامح الذي يعتبر ألمع نجوم كوكبة العواء (Bouvier)، علما أن أفضل الأوقات لرصد هذه الشهب هو النصف الثاني من الليل.