ديمومة الحلول،، خيار المرحلة

حتمية نجاح حوار الجزائر

جمال أوكيلي

دعا أمس، السيد محمد خلفاوي، محلل في القضايا الأمنية إلى ايجاد بدائل سياسية أخرى في الحوار الجاري بين الشركاء الماليين والحكومة للوصول الى مايعرف بالحل الدائم،، الذي لايتأثر بأي طارىء،، ويكون بمثابة مرجعية لكل المعنيين في حالة حدوث اي ظرف، بحكم حساسية الملف والتفاصيل المطروحة على بساط البحث.
ويرى السيد خلفاوي بأن ديمومة الحل تكمن في توفر عناصر حيوية منها وضع آليات مادية وسياسية كالاتفاق على التوجه القائم على توسيع دائرة الاستثمارات وهذا باعادة احياء كل المناطق.. وهذا من خلال اقامة جسور التواصل في ابعادها التنموية وهذا في حد ذاته يعد عاملا متينا من اجل ابقاء تلك الشعوب مرتبطة بارضها لضمان عيشها.
بالاضاقة الى هذا،، هناك التغيير الجذري الذي يجب ان يطال طبيعة المؤسسات،، التي ماتزال جلها،، تسير على وقع التوارث عن الاستعمار،، مما يعطل اي مسعى في هذا الشأن،، وبأكثر واقعية اشار السيد خلفاوي الى ان هناك قوالب جاهزة،، وسلوكات معينة تتنافى مع الارادة القوية الراغبة في الانتقال الى وضع اكثر اريحية بالنسبة ماتعلق بأطر التمثيل على مستوى المؤسسات،، وفي هذا الاطار اورد صيغ مايعرف بالاغلبية والاقلية،، والحضور الجغرافي،، واحلال النظرة الشاملة محل النظرة الضيقة للفعل المتوجه للفائدة العامة والمجموعة الوطنية.
وقد كان السيد خلفاوي حازما في هذا الامر،، من باب تجربته الطويلة،، واطلاعه الواسع،، وتحليله الدقيق لحيثيات الملف المالي،، لغلق الباب امام التصورات المغامراتية التي يريد البعض ان يفرضها كأمر واقع.
لذلك اكد على حتمية نجاح حوار الجزائر بين الحكومة وفصائل الشمال،، لتجاوز كل من يتربص بالساحل او يحاول ايهام الناس بان الجمود هو الخيار اوفر حظا،، أو تترأى له سيناريوها خطيرة جدا على المنطقة،، لايريدها احد من هؤلاء،، وهذا ناقوس خطر قصد تبنيه كل الشركاء من الرهان السياسي الهام الذي ينتظر الجميع في تمرير والقفز على هذه المخططات التي يحلم بها البعض.
وحسب السيد خلفاوي فان كل الشروط متوفرة لنجاح هذا الحوار بعد ان قطع الجميع اشواطا تفاوضية معتبرة يبقى فقط استكمال تلك الخطوات بشكل ملموس غداة الذهاب الى بماكو، عقب تسجيل تقدم ملحوظ وحتى تاريخي في الجزائر،، من خلال الرغبة العميقة للاطراف المعنية بالحوار في رؤية الجزائر تشرف على كل هذه المسارات الاستراتيجية.
وبخصوص دور الجزائر في كل هذه العملية،، شدد خلفاوي على انه لايمكن لأي قوة مهما كان تأثيرها ابعاد الجزائر من الملف المالي،، كون العلاقات بين البلدين تضرب بأطنابها في اعماق التاريخ السياسي،، والإخوة في مالي هم الذين يطالبون من الجزائر بان تكون حاضرة في اي مبادرة في هذا الشأن.. ولايتصور مسؤولو هذا البلد غير الجزائر كوسيط للتخفيف من أوضاعهم،، وتعزيزا لذلك فقد كانت للجزائر مشاركة حاسمة في اجتماع «سيداو» وهذا الحاح هذه البلدان العضوة في رؤيتها الى جانبهم.. مما زاد في مصداقيتها لدى كل الاطراف المعنية مباشرة بملف الساخل.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024