«الشعب» تنقل ظروف معيشتها الصعبة

19 عـائلة تطلـــق صـرخــة استغاثة لإخـراجها من حيـــاة البـؤس

تيزي وزو: ضاوية تولايت

20 سنــة من الفقـــر والتهميـــش في منـــازل غـــير لائقـة

أطلقت 19 عائلة تقطن بمدينة تيزي وزو، نداء استغاثة للسلطات المحلية، لانتشالها من حياة البؤس والحرمان التي تعيشها منذ 20 عاما، حيث تقيم بمنازل غير لائقة ومؤقتة، وتتربص بها يوميا أمراض خطيرة نتيجة تدني الأوضاع المعيشية، «الشعب» زارت هذه العائلات، وتنقل حالة وضعيتها المزرية.
هذا الحي يعيش فيه أكثر من 100 شخص يواجهون حياة البؤس، وطلبهم الوحيد هو الظفر بسكن لائق للتغلب على الألم الذي استمر لأكثر من 20 عاما، ففي الأسبوع المنصرم، قام سكان بتنظيم حركة احتجاجية، للتعبير عن تذمرهم إزاء الوضع خاصة أنها تعيش في بيئة تهدد صحتهم وصحة أطفالهم.
هذه العائلات تم إجلاؤها من قبل السلطات لهذه المنازل المؤقتة بين عامي 1990 و2000، وذلك بسبب الأحوال الجوية والزلازل التي مست المنطقة خلال هذه الفترة. وتقع هذه الأكواخ بالقرب من مقر الهلال الأحمر الجزائري، وعيادة «صبيحي تسعديت» وعلى بضع أمتار من ملعب أوكيل رمضان.
وفي جولة قادتنا لهذا الحي لمسنا المشاكل التي تواجهها هذه العائلات على مدى عقدين متتاليين، فالحي به منازل شيدت من حطام الأبواب الخشبية والورقية.
وفي هذا الشأن قال الشاب كمال صاحب الـ25 سنة من العمر والذي رافقنا في جولتنا انه ليس لديهم الماء وحيهم يحتوي على مقصورة واحدة هي بمثابة مرحاض مشترك».
وهذه الأكواخ التي تأوي 19 عائلة مهددة بالانهيار، فالجدران مثل الأسقف تظهر عليها الشقوق العميقة ما ينبئ بوقوع خطر متوقع بين لحظة وأخرى، ما يجعل العائلات تعيش في خوف مستمر إزاء حياتهم ففي أي وقت يمكن أن تنهار، والأكثر من ذلك فان الأسقف شيدت بمادة الاسبستوس، وهي مادة خطرة على صحة العائلات.
وما زاد من تأزم الوضع هو مياه الصرف الصحي التي تصب في العراء وتمتد على الطريق السريع، مع المعرفة الكاملة للسلطات البلدية بالوضع التي لم تحرك ساكنا، ناهيك عن رائحة كريهة التي تبعث منها، وقد عبر السكان عن خوفهم  من خطر التلوث والأمراض التي تنقلها هذه المياه القذرة، حيث قال «جمال» أب لأربعة أطفال وهو من أحد قاطني المنطقة «لقد تم إجلاء العديد من الأطفال إلى مصلحة طب الأطفال بمستشفى المدينة، و أمراضهم كلها متصلة بالبيئة التي نعيش فيها كالأمراض الفيروسية، ناهيك عن الأمراض التي تسببها القوارض والحشرات».
أم لثلاثة أطفال تضيف وعيناها مليئة بالدموع، لتقول: «نحن نعيش في فقر مدقع، ونحن مهمشون وتخلت عنا السلطات. أنا لا أعرف كيف أربي أطفالي في مثل هذه الظروف»، كما يضيف زوجها الذي كان برفقتها «إن الوالي استقبلنا يوم الخميس الماضي، وقال لنا انه لم يكن على علم بمشكلتنا، كما توعد لنا بإسكاننا في أقرب الآجال».
وأمام هذا وذاك فان العديد من العائلات بولاية تيزي وزو تعيش الحياة ذاتها وتواجه ذات المصير، في ظل التأخر المسجل في تجسيد مختلف المشاريع السكنية التي استفادت منها الولاية، حيث يعد قطاع السكن من بين القطاعات التي تسجل ركودا كبيرا في انجاز المشاريع التي منحتها الدولة لفائدة سكان وعائلات الولاية للقضاء على مشكل السكن وتوفير حياة لائقة للمواطنين.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024