استضافت، أمس، جمعية الوعي والتنمية الاجتماعية، بالمركز العربي - الإفريقي لتطوير الاستثمار، الأستاذ بشير مصيطفى، لمناقشة إشكالية وصناعة الغد، بمناسبة الذكرى ٥٢ لاسترجاع السيادة الوطنية، بحضور عدد من الجمعيات الناشطة في الميدان.
استهل الأستاذ بشير مصيطفى تدخله، بإبراز معالم اقتحام الفضاء العلمي لتحريك دواليب التنمية في الجزائر وهذا بالاعتماد على آليات استثنائية، تكون بمثابة الإطار العام لإنجاز الأهداف المرجوة.. والوصول إلى المؤشرات المأمولة التي يستند إليها في تقييم أي فعل اقتصادي أو توجه تجاري.. لتكون الصورة واضحة لدى صانع القرار.
وفي هذا الصدد شدد مصطفى على ضرورة الانتقال من سقف الإجراءات إلى البعد الاستراتيجي وهذا بإدخال أساليب جذرية في تصوراتنا.. وهذا بإزالة الكثير من القوالب الجاهزة.. التي ماتزال حاضرة في أدبياتنا اليومية في العديد من القطاعات.. داعيا في هذا السياق، إلى البحث على أرقى الحلول لدخول هذا المجال، كون الجزائر مدعوة إلى أن تكون في مستوى الأحداث.. كإيجاد ذهنية جديدة تفتق عبقرية كفاءاتها في هذا النصف الثاني من هذا القرن من استقلالنا الوطني وهذا عن طريق أدوات علمية وتكنولوجية حديثة.. وهذا بدعم وتعزيز كل المكاسب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وفي سياق كلامه، أورد الوزير السابق للاستشراف والإحصاء نماذج حية عن التجربة الكورية الجنوبية في بناء منظومتها الاقتصادية قاعدتها العلم والمعرفة، مذكرا بمشروع الدماغ الكوري سنة ١٩٩٩ الذي اقترح ٢١ مشروعا للنمو.. غايته كانت هو ما يعرف بالنشوء.. وإلى غاية ٢٠١٢.. سجل تكوين أجيال متعاقبة من العلماء.. متسائلا في هذا الإطار، لماذا لا نطلق مشروع الدماغ الجزائري؟ خاصة وأن بلادنا تملك ٦٠ ألف باحث.. وهناك الكثير منهم يشتغلون في مراكز علمية ذات السمعة الدولية.. وتبعا لذلك، أثار مصيطفى مسألة المعهد الجزائري للتنمية.. الذي يستدعي أن يحظى بمزيد من العناية.. والتجربة الجزائرية في هذا المجال ثرية، كون المعهد الذي كان ببومرداس تحت وصاية سوناطراك، أعطى عينات فريدة ونادرة في قطاع المحروقات.. الكثير من هذه الإطارات ساهمت مساهمة قوية في إقامة منشآت بترولية في ليبيا ونيجيريا.. وغيرهما من البلدان.
ومن ضمن الأفكار الـ٥ التي طرحها مصيطفى، دعوته إلى توفير مدينة للعلماء قد تكون بوغزول لمَ لا؟.. كما اقترح في نفس السياق إنشاء فيدرالية الجمعيات الناشطة.. مبرزا في هذا المجال أنه من ضمن الـ٩٠ ألف جمعية الموجودة.. هناك حوالي ٤ آلاف جمعية فقط ناشطة.. وعليه فإنه من الضروري تشكيل ذلك الإجماع الشباني حول فكرة أو مجموعة أفكار محددة.. لأن ماهو مطلوب اليوم هو ما يعرف بالنمو المتسارع والاستثمار في الأفكار.. كل هذا يحتاج إلى تكفل حقيقي.
مباشرة فسح المجال للنقاش العام.. وهذا بإعطاء الكلمة لممثلي الجمعيات الذين أثاروا مسائل هامة حول صناعة الغد كإدخال ثقافة التطوع لدى الشباب والتفكير في بدائل المحروقات.
نقاش مفتوح حول الشباب وصناعة الغد
مصيطفى يشدد على الاستثمار في البحث العلمي
جمال أوكيلي
شوهد:560 مرة