وضع، أمس الأول، الوزير الأول عبد المالك سلال، حدّا “نهائيا” لمعاناة سكان ولاية باتنة والولايات المجاورة من أزمة المياه الصالحة للشرب، حيث دشن سلال المحول المائي الذي يربط سد بني هارون الضخم بسد كدية لمدور بتيمقاد بباتنة والذي من شأنه تزويد 6 ملايين نسمة من سكان ولايات: باتنة جيجل وميلة وقسنطينة وأم البواقي وباتنة وخنشلة بـ1 مليار لتر مكعب من المياه الصالحة للشرب.
وأشار مدير الري لولاية باتنة، خلال تقديمه عرضا مفصلا للوزير الأول، بحضور وزير الموارد المائية حسين نسيب، حول المشروع الضخم، إلى أن المشروع يدخل في إطار “خط أخضر استعجالي” للقضاء على أزمة المياه الشروب بولاية باتنة وبعض الولايات المجاورة، من خلال قناة بطول 120 كلم وبقطر 1،40 متر وبتدفق يقدر بـ1 متر مكعب في الثانية، وهو ما سيسمح، بحسب وزير الموارد المائية، بتلبية احتياجات كل “منطقة الأوراس” من المياه الشروب خلال الثلاثة عقود القادمة.
وتلقى سلال بسد كدية لمدور شروحاً مستفيضة حول سدي بني هارون وكدية لمدور وكيفية ربطهما وهو المشروع الذي يعتبر الأكبر في الجزائر بغلاف مالي يقدر 34,7 مليون دج.
جدير بالذكر، أن مشروع سد كدية لمدور قد أعطى فخامة رئيس الجمهورية إشارة انطلاقه سنة 2007 لوضع حدّ لمعاناة سكان الولاية من نقص المياه الشروب.
...ويؤكد: “لا توجد بيني وبين أبناء وطني الشاوية مشاكل لأتصالح معهم”
نفي الوزير الأول، عبد المالك سلال، أن تكون زيارته، أمس الأول، لعاصمة الأوراس باتنة، سياسية، ولا تندرج في إطار “المصالحة مع أهل المنطقة”، لأنه لا توجد أصلاً “خصومة” ليكون هناك تصالح، بحسب ما أكده سلال لبعض برلمانيي الولاية.
رفض سلال، في ندوة صحفية، المزايدة على زيارته للولاية في ردّه على سؤال حول كون “زيارته فرصة لإذابة الجليد في علاقته مع سكان الولاية”، مؤكدا أنها تندرج في إطار تعهداته السابقة وكذا تنفيذا لبرنامج الرئيس بوتفليقة وتعليماته بالمتابعة الميدانية للمشاريع وزيارة ولايات الوطن للوقوف عن قرب على مدى تنفيذ المشاريع والاقتراب من مشاكل وهموم المواطن.
وقد استقبل سلال، أمس الأول، بحفاوة كبيرة من طرف سكان المنطقة، وأنهى بذلك الجدل السياسي الذي أعقب مزحته الشهيرة في حق الشاوية، والتي أخذت أبعاداً غير مسبوقة، وصلت إلى درجة تصريحات البعض بأن المنطقة برمّتها محرّمة على الوزير الأول بسبب استهزائه بسكان المنطقة، وهو ما ناقضته، أمس الأول، الأجواء البهيجة التي استقبل بها سلال في القطب العمراني حملة 03 من زغاريد وطلقات بارود لفرق فلكلورية قدمت خصيصا لتحيته.
وقد عبّر الوزير الأول عن سعادته بزيارته لولاية باتنة للمرة الثانية، مؤكدا “المكانة القوية” لباتنة في قلبه وفي قلوب كل الجزائريين.