وجهة نظر

التقسيم الإداري التزام انتخابي أم نظرة اقتصــــادية؟

خ. خريف رئيس بلدية عين وسارة سابقا

عين وسارة في قلب المتغيرات الجغرافية السياسية

بعد أن عاشت الجزائر عرسا انتخابيا يوم 17 أفريل 2014، قدم فيه المرشحون جملة من الوعود لاستمالة الرأي العام لانتخابهم، إلا أن الشعب كان واعيا ولديه قدرة على التمييز بين الوعود الممكنة التطبيق وتلك التي من أجل لفت الانتباه..
الشعب الجزائري اختار برنامج عبد العزيز بوتفليقة بعد أن أقنع من طرف القائمين على الحملة بمقومات أساسية وجوهرية تضمنها برنامجه، بدءًا بتعديل الدستور وتقسيم إداري جديد وغيرها من النقاط الهامة، كالاعتناء بالشباب والاهتمام بالفلاحة ومحاربة الفساد وتوسيع مجال الحريات العامة...إلخ.
 من هذه النقاط والحيثيات المدرجة في برنامج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تكونت قناعة المواطن بجدية تطبيقها وكانت دافعا أساسيا من غالبية عظمى من الشعب رأت أنه إذا ما طبقت هذه النقاط، فإن جل الانشغالات الأساسية، إقتصاديا، سياسيا وإجتماعيا، قد تلبى بنسبة عالية خاصة منها تعديل الدستور والتقسيم الإداري المرتقب.
 التقسيم الإداري المرتقب جعل بعض وسائل الإعلام تبادر بترشيح بعض البلديات إلى مصاف ولايات، دون مراعاة المعايير التقنية والبطاقات الفنية التي تحدد القدرة المستدامة على البقاء والتطور والمنافسة في جميع المجالات. وطالما أن وسائل الإعلام هذه لم ترشح بعض المدن، كمدينة عين وسارة، علما أن هذه المدينة كانت مرشحة في التقسيم الإداري السابق سنة 1984، نظرا لما لها من أهمية جغرافية وجيو سياسية وديموغرافية، فهي تحتل موقعا استراتيجيا بين الطريقين الوطنيين “الطريق الوطني رقم 1 والطريق 40ب شرق - غرب”، ضف إلى ذلك الخطين المتقاطعين للسكة الحديدية “شمال جنوب – شرق غرب”، بها منطقة صناعية من أكبر المناطق على المستوى الوطني مساحتها تقدر بـ500 هكتار، منها 100 هكتار مستغلة من قبل جزائريين وأجانب.
مدينة عين وسارة تنام على بحيرة من المياه الجوفية تمون حاليا ولايتي المسيلة والمدية، في انتظار المدينة الجديدة بوقزول. وبها أكبر محطة لتوليد الطاقة الكهربائية على المستوى الإفريقي ومركز للبحوث الطاقوية المتجددة. وجودها حاليا في إقليم ولاية الجلفة الذي يعتبر رابع إقليم شساعة على المستوى الوطني، تعتبر من حيث عدد السكان أكبر من بلدية: تسمسيلت، ورقلة، البويرة، البيض، النعامة وتمنراست وتعادل بلدية: الأغواط، عين الدفلى، خنشلة وتبسة.
لها من الكفاءات العلمية ما يزيد عن 120 دكتور وباحث، ناهيك عن المستويات الجامعية الأخرى في جميع التخصصات. يوجد بعين وسارة مرافق متعددة وأراض سهبية صالحة للبناء تحظى في الوقت الحالي باهتمام مؤسسة الجيش الوطني الشعبي على اختلاف تخصصاته، بما في ذلك القاعدة الجوية.
تعرف مدينة عين وسارة وجود مدينة أخرى بجوارها طور الإنجاز وهي مدينة بوقزول، هذه المدينة التي ستستوعب ما يفوق 250 ألف نسمة سنة 2025.
بمحاذاة مدينة عين وسارة سهل السرسو، هذا السهل الذي ينافس سهل متيجة حاليا.
تعتبر مدينة عين وسارة مدينة داخلية، فهي على بعد مرمى حجر من العاصمة، إذ لا تبعد عنها إلا بـ200 كلم وعن مدينة تيارت بـ156 كلم وعن مدينة المسيلة بـ160 وعن مدينة المدية بـ125 كلم و100 كلم عن مدينة الجلفة.
هذا الموقع يجعل منها مدينة تماس وتواصل بين هذه الولايات الهامة، كما أن قربها من العاصمة يجعل منها ولاية داخلية قد تنجز على مساحتها مشاريع تنموية هامة وأقطاب سكنية للحد من استنزاف المساحات الفلاحية والزراعية بسهل متيجة (مزغنة).
وفي الأخير، نأمل من الجهات المخولة لدراسة اقتراحات الولايات الجديدة، الأخذ بعين الاعتبار هذه المدينة كأولوية، نظرا لمقوماتها على البقاء والتطور، ونظرا لما تزخر به من موارد بشرية ومادية وفلاحية وتربية للماشية وموقع جغرافي متميز وكثافة سكانية عالية، هذا قليل من كثير.. ومن جملة هذه المقومات أردت أن ألفت نظر المتخصصين والمكلفين بهذا الملف، لأن هذه المدينة لديها حظ في مقدمة التصنيف، كما لديها مردود إيجابي في جميع المجالات في حال كانت ولاية إن شاء الله.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024