شكل الصندوق الوطني للعطل المدفوعة الأجر والبطالة الناجمة عن سوء الأحوال الجوية في مجال الأشغال العمومية والبناء والري “ كاكوبات” مكسبا هامة للعمال والمؤسسات على حد السواء لأنه يمنح حماية وضمانا للقطاع الاقتصادي الذي يعيش على دوامة المتغيرات والاضطرابات.
ويعد تجربة تميزت بها الجزائر المعتمدة سياسة اجتماعية اقتصادية بقدر ما هي تمنح للعمال الحقوق تعطي ضمانات دائمة للمؤسسات المستخدمة لهم في محيط اعمال غير مستقرة، تنمو فيها وحدات وتختفي أخرى.. تتوسع فيه ورشات بناء وأشغال وتتراجع أخرى فارضة على “الكوكابات” التدخل لدفع مستحقات عطل واجور للمؤسسات يهمها الحصول على تعويضات هذه الحالات والوضعية المضطربة.
من هذه الزاوية ينظر الى جدوى الصندوق. وتعطى للقراءة المتأنية في أسباب وجوده، أهدافه وغايات. ويجيب على السؤال الكبير لماذا تحرص السلطات العمومية على “الكاكوبات” زمن الأحادية والتعددية. وكيف تشكل هذه الآلية معطى ثابت لدى الشركاء والسلطات العمومية ويعتبرونها حلقة مركزية في المعادلة الاقتصادية الاجتماعية.
أكد على هذا الطرح شكاكرة عبد المجيد المدير العام ل«كاكوبات” من منبر” ضيف الشعب” قائلا أن الصندوق كسب قوته ومصداقية وجدواه من خلال المجالات التي يغطيها ممثلة في الأشغال العمومية والبناء والري. وهو قطاع أكثر عرضة من غيره للاهتزازات والاضطرابات.
ويظهر هذا جليا من خلال تنقل العمال المستمر من شركة إلى أخرى من ورشة إلى أخرى بحثا عن عمل مستقر وأكثر مردودية وفائدة. وهذا التنقل الاضطراري الذي تليه ظروف قاهرة تجعل الصندوق دائم الحركية والتنظيم والتسيير الناجع من اجل تأدية وظيفته على أكمل وجه.
يظهر هذا بالخصوص من خلال ورقة الطريق المعتمدة من قبل “كاكوبات” في مد جسور التواصل والاتصال مع المؤسسات لجمع تصريحات حول عطل العمال قصد تعويضها في الوقت المناسب. قدرت المبالغ المعوضة خلال العام الماضي 19.53 الف مليار دينار لفائدة 850 الف عامل.
وقرر الصندوق من خلال سياسته الجوارية الشروع في إحصاء وجمع التصريحات الخاصة بالعطل بدءا من جوان بدل جويلية كون الإجراء الاستثنائي يصادف شهر رمضان وموسم الصيف وما يحملان من ضغوط على ميزانيات الاسر والمواطنين بحكم تزايد الحاجيات وكثرة المصاريف.
وتزيد من قيمة هذه العملية البوابة التي فتحها صندوق “كاكوبات” بأبهى شكل وأكثره إغراء تسهيلا للمؤسسات بالتصريح عن بعد عن عطل عامليها بأسرع وقت ممكن يجنبها عناء التنقل وطرق الأبواب.