المستحيل ممكن

أعطت “إنجاز الجزائر” المثال الحي في مرافقة الطلبة المبدعين لإنجاز مشاريع حيوية وتنفيذ برامج مؤسساتية في مختلف التخصصات والمناهج، كاسبة ثقة المتعاملين والمستثمرين ورؤساء الوحدات الاقتصادية. وهو مكسب يحسب لـ”إنجاز الجزائر” والطلبة والمؤسسة ويرسخ لعلاقة ثلاثية الأبعاد والغايات، مثلما كشفت النقاب عنه، السيدة لين عبد الجابر، المديرة التنفيذية من منبر “ضيف الشعب”، متوقفة عند نقطة الانطلاق والخطوة الأولى التي حولت الفكرة إلى مشروع طموح وجعلت المستحيل ممكنا.
نجحت “إنجاز الجزائر” التي تنشط ببلادنا منذ أربع سنوات، في قنوات اتصال وتواصل مع المحيط الاقتصادي، ناسجة علاقة تكامل بين المؤسسة والجامعة، كاشفة العلاقة الجدلية بين العلم والتطور.. بين الابتكار وآليات الإنتاج والخدمات في عالم يسير نحو الافتراضية، يكسر الحواجز والحدود لا يعترف بالشروط عدا شروط النوعية والجودة.
أظهرت “إنجاز الجزائر” في مرافقتها للطلبة الملتفين حول مشروع يحمل اسم “مؤسسة” كم هو مهم العمل الجماعي لإنجاز شيء ما تحتاجه المؤسسة، وتوظفه في معركة المنافسة الشرسة، التي تطبع محيط الأعمال وتفرض نفسها قاعدة أساسية للبقاء.
فليس غريبا أن يقتنع رؤساء المؤسسات الجزائرية بعرض “إنجاز الجزائر” ويتجاوبون مع الفكرة وتقبلها، ناسجين علاقات تعاون وتكامل مع الطلبة المبدعين المتألقين حاملين الآراء السديدة في البناء المؤسساتي، تطويره وتنظيمه، مقدمين اقتراحات حلول لمشاكل تبدو معقدة ومستحيلة أحيانا لكنها قابلة للعلاج بالمنطق والفكر الآدمي.
ليس غريبا أن تجد “إنجاز الجزائر” بمجرد عرضها للفكرة للمبادرة صدى كبيرا لدى رؤساء المؤسسات، وتلهفهم لطلب المزيد والانفراد بانتزاع اختراع وابتكار، يسمح بالتموقع في الخارطة الاقتصادية التي تضيق تحت حدة المنافسة وتطالب بالمزيد في معركة التجدد والتقويم.
بهذه الطريقة انتشرت “إنجاز الجزائر” وامتد رواجها إلى ربوع الوطن، زادتها صلابة المشاريع الطلابية المقدمة من مختلف المؤسسات الجامعية والمعاهد والمدارس العليا. وهي مشاريع ولدتها عصارة فكر طلبة سبقوا زمنهم، اتخذوا من العلم منهلا لهم في الابتكار والتفوق فنالوا بذلك مصداقية رؤساء مؤسسات لا تكتفي بتمويل إنجازاتهم بعجالة، بل وظفتهم وادمجتهم ضمن الموارد البشرية مفتاح الإقلاع والتطور الأبدي.