لن ننسى مساندة الجزائر في استعادة الصين مقعدها الدائم بمجلس الأمن
اعتبر اكسيو ويزونغ ـ المدير التنفيذي لمعهد الدراسات المستقبلية الإفريقية للعلاقات الدولية الصينية المستقبلية ـ أنهم جد منجذبين نحو خبرة الجزائر وما حققته على صعيد النجاح في مواجهة التهديدات الإرهابية، ولم يخف بأنها قادرة على منح الدروس، وبالنظر إلى ثقلها في إفريقيا يعولون عليها في تكريس علاقات أعمق مع إفريقيا تثمر بالنسبة للجانبين، متوقعا أن يتبادل البلدان أفواج الطلبة للبحث ودراسة اللغتين العربية والصينية.
❊ الشعب: كيف تقيّمون واقع التعاون الجزائري ـ الصيني؟
❊❊ أكسيو ويزونغ: في البداية يجب التأكيد أن العلاقات الصينية الجزائرية على الدوام تتسم بالخصوصية بالنظر إلى بعدها التاريخي، ونشير إلى أن الصين دعمت الجزائر في نيل استقلالها وحريتها خلال حرب التحرير، وبعد ذلك أرسلت أول فوج للأطباء عقب الاستقلال. ويعد أول فوج في العالم تستقبله الجزائر عندما كانت حديثة الاستقلال، لكن اليوم في إفريقيا، يوجد ما لا يقل عن 43 فوج أطباء صينيا، وهذا يعكس المستوى الذي قفزت إليه العلاقات.
كما أنه لا يخفى على أحد أن الجزائر كانت من الأوائل في ترشيح الصين لنيل مقعد في الأمم المتحدة، ثم بلدان إفريقية أخرى، والصينيون يقدرون للجزائر موقفها الدبلوماسي الإيجابي مع بلدنا. وعلى صعيد آخر يمكننا القول أن العلاقات الجزائرية الصينية خلال السنوات الأخيرة سجلت تطورا محسوسا يمكن وصفه بالجيد، يمكن تعزيزه في مجال توسيع التعاون وتقوية الشراكة أكثر فأكثر.
❊ برأيك ما هي المجالات التي يمكن أن تفعل وتحتاج إلى جهود؟
❊❊ في الوقت الحالي، أظن أنه يمكن التعاون في المجال الأمني وعلى صعيد تكريس الاستقرار ومحاربة الإرهاب، علما أنه خلال السنوات الفارطة توجت إرادة البلدين بتطوير العلاقات في عدة مجالات، واليوم يمكن أن تشمل هذه الشراكة على الأمن والاستقرار، على ضوء خبرة الجزائر الكبيرة وحنكتها في مواجهة التهديدات الإرهابية، لأن الصين ليست في معزل عن دول العالم، علما أن عدة صينيين يعيشون في إفريقيا ويعرفون جيدا الجزائر، والأمن صار اليوم ضروريا ومن الأولويات.
ونعتقد انه لتسجيل تطور أكبر في العلاقات الأفروصينية، والاتسام بالديمومة المستمرة، أقترح تكريس الاحتكاك وبناء العلاقات ما بين الشعبين من خلال التقارب ما بين منظمات المجتمع المدني.
❊ نفهم من حديثكم أنكم مهتمون بخبرة الجزائر في المجال الأمني، هل في الأفق نوايا للشروع في هذا التعاون الجديد؟
❊❊ يمكن أن نطور من السقف المعتبر الذي بلغته شراكاتنا الثنائية على اعتبار أن قدرات البلدين كبيرة، وفي البداية يمكننا أن نشرع في التكامل الأمني كون الجزائر لديها خبرة ثرية ودروس، ونحتاج منها السبل والطرق لتجسيد سياسة فعالة ومحكمة ضد التهديدات الأمنية، وندرك أن بالجزائر مركز للدراسات الإستراتيجية الأمنية، وإلى جانب ذلك بحكم ثقل الجزائر في القارة السمراء يمكن أن تقوي روابط التعاون والتقارب مع إفريقيا.
❊ هل يسعى معهدكم في إطار الحرص على الاحتكاك بالمنظمات غير الحكومية في إفريقيا إلى التبادل مع نظيره الجزائري؟
❊❊ لدينا خبراء في المعهد ونجري دراسات ونتكفل بمسائل وقضايا الأمن من الإرهاب، ويهمنا كثيرا تلك النافذة التي يفتحها المركز الجزائري لتبادل الخبرات وأخذ الدروس، لأن الجزائر إحدى الدول التي عانت من الإرهاب وتعرف كيف تواجهه، وفوق كل ذلك، بالنسبة لنا الجزائر بلد كبير في إفريقيا خاصة الشمالية، لذا نسعى إلى تعميق التقارب معها.
❊ بما أن الدول الإفريقية تحتاج منكم تحويل التكنولوجيا، ماذا يمكن أن تقدموا للجزائر في هذا المجال؟
❊❊ تعاوننا مع بلدكم مستمر لا ينقطع ومستقبلا سنستقبل أفواج من الطلبة الجزائريين للدراسة وتطوير أبحاثهم، وبالمقابل ترسل الصين أفواجها لتعلم اللغة العربية والتلقين في عدة مجالات أخرى للنهل من خبرة هذا البلد الصديق.
❊ أنتم على قناعة أن الجزائر تتبنى سياسة حذرة في مجال استغلال مواردها الطبيعية، هل يمكن التوضيح أكثر؟
❊❊ بالفعل الجزائر تستغل مواردها الطبيعية بعقلانية وتدخر أموالا للأجيال المقبلة، وتنفق بحذر، وتستغل ذلك في مشاريع استثمارية من بينها القاعدية.
❊ كيف تتوقعون مستقبل العلاقات الأفرو صينية؟
❊❊ يمكن أن نحقق شراكة نموذجية، فلدى إفريقيا الفلاحة التي نحتاجها وكذا الأسواق والثروات الباطنية، وأقصد بذلك المواد الأولية للصناعة ويمكن أن نمنحها التكنولوجيا.