بُرتقالٌ في يافا

خديجة بن عادل

جيءَ غورُ الوَرى والصَّدى أَشْواقُ
ضِحكَةٌ في وجهِ الصَّباحِ ترياقُ
تُعَلمُنا كيفَ يَسندُ الأفقُ التُّرابَ
وكيفَ نَمُدُّ مَطَرَ الجَوابِ
سُيولُ قُدسِنا يقينًا لا تَخلِفُ ميعادا
لا الأحلامُ تموتُ وراءَ القُضبانِ
ولا السَّجانُ حَبَسَ أنفاسَ البلادِ
الأقصى، الكَوْنُ حارسُهُ مهما جَنى الطُّغاةُ
ودنَّسوا طهارةَ الدَّمِ منْ تلاوينِ العَذابِ عِبادُ (سِخنينُ) تَشَكّلَتْ عُيونُ رَبيعٍ باسِمَةٍ في كتابِ
و(عَرّابَةُ) خَفْقُ أَرْضٍ حارتْ في دِفْءٍ
تينُها وزَيتونُها مَلامِحُ الكلماتِ
هذا الفَضاءُ مَفْضوحٌ
صوتُ الرَّدى، فيهِ نكوصٌ مَذْبوحٌ
التَّاريخُ خَديجٌ على كَتِفَيْهِ شُهودُ
وكلُّ مُرْتَجِلٍ لقبرهِ شهيدُ
أحلامُنا فَسيلَةُ ندىً وماسٍ
توالى على بَتْرِها تَتارُ الأَغْرابِ
سِرًّا وجَهْراً تَعْزِفُ لحنَ القَــرارِ
ورغبةُ الطُّيورِ المَجروحَةِ، جامِحَةٌ
لا تخشى الخطوبَ
تَهُزُّ أَذْرُعَ البَراءَةِ وتَعودُ
للعالَمِ الخَفِيِّ.. بِأَعْمِدَةِ الدُّعاءِ
ما زالت فلسطينُ على العَهْدِ
انْبِلاجُ فَجْرٍ .. لا يَنالهُ منْ أَرادوا
ينهمرُ جَداول في أقبِيَةِ العاجِ
سِراجَ تكوينٍ يَشُقُّ لُغَةَ الضّادِ
وعَبَثُ الرَّصاصِ زادَ عَبَقَ البُرتُقالِ
هذي (يافا) سامقةٌ في ذاتِ الوَيْلِ
حينَ حَلَّ بالدِّيارِ سِقْطُ اللَّوى
فلا رُكوعَ، ولا خُنوعَ، ولا صَخَبَ
أَفَغَيْرُ النَّقَبِ، تُثيرُ اللَّهَبَ؟
سِنْديانٌ يُقيمُ العَجَبَ
(عَكَّا) فَيْضُ وَجْدٍ، أَشْرَقَ بالسَّنَّا
بقانٍ أحمرٍ في ثباتِ الجِنانِ، زُنودُ رِجالٍ
استنْفَرَتْ شِغافَ الجِراحِ ذَوائِبَ الكُرَبِ
(حيفا) يا خَفقةَ الفُؤادِ أنتِ بينَ الضلوعُ مُهْجَةُ الهوى ونبضُ الخُلودِ..
مذْ رَسَمْتُكِ في الرّوحِ وطنَ النَّوى، أقبَلَ المَجازُ قُدْسِيَّةَ طِينٍ والفَلا
يَغْزِلُ أَرواحَ الأَحرارِ ..
في حُضْنِ السَّماءِ
ملائِكَةُ سَلامٍ حتى الفَنا

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19750

العدد 19750

الأربعاء 16 أفريل 2025
العدد 19749

العدد 19749

الثلاثاء 15 أفريل 2025
العدد 19748

العدد 19748

الإثنين 14 أفريل 2025
العدد 19747

العدد 19747

الأحد 13 أفريل 2025