«الشعب» تنقل تفاصيل النقاش ببكين حول الشراكة الاستراتيجية

الأيام الدراسية حول إفريقيا تدعو إلى الانفتاح على المجتمع المدني

مبعوثة الشعب إلى بكين: فضيلة بودريش

يراهن الصينيون كثيرا على دور الإعلام في القفز بالعلاقات الأفرو صينية إلى سقف عالي من الفعالية والانتعاش الذي يفضي إلى شراكة حقيقية تستفيد منها دول المجموعتين. شدد على هذا الطرح المتدخلون خلال اليوم الثالث والأخير من الأيام الدراسية حول إفريقيا التي نظمت لبحث سبل تطوير العلاقات من خلال مقترحات ممثلي منظمات عن المجتمع المدني من جمعيات ومراكز وما إلى غير ذلك.
ووصف المتدخلون في الشق المتعلق بالعلاقات مع الجزائر الشراكة القائمة بالاستراتجية تعرف تطورات كثيرة، تجسد التقارب الثنائي الممتد عبر الأزمنة، بفضل إرادة البلدين، عاكسة رغبتهما، لهذا تحتل الصين الصدارة في الاستثمارات المباشرة في إطار التطور الكبير الذي تعرفه العلاقات الاقتصادية مع الجزائر.
لم يخف «ونغ غونغي»  نائب رئيس المجمع الصيني الدولي للنشر أن الشراكة الجزائرية الصينية عرفت تطورا كبيرا وتقاربا مكثفا ومحسوسا منذ مدة، والدليل على ذلك أن إرادة البلدين السياسية توجت بشراكة استراتجية.
وأكد «ونغ غونغي» في سياق متصل أن البرنامج الخماسي الذي يمتد من 2014 إلى غاية آفاق 2018 يتوقع أن يفتح مجالا أكبر لتطور الشراكة الثنائية وثمن الصداقة والتضامن الثنائي القائم.
تحدي ترقية منتدى الشراكة
وقال المسؤول في أحد أكبر المؤسسات الإعلامية الصينية، أن الجزائر ستؤطر بفعالية برامجها ودون شك ستقيم نشاط شراكتها.
وعلى صعيد مساهمة الإعلام في تعزيز العلاقات الأفرو صينية، حاول»ونغ غونغي»،  تقصي وجهات النظر من خلال قناعة المشاركين خاصة رجال الإعلام حول نظرتهم لهذه العلاقات.
وبدا ذات المتحدث بقناعة كبيرة أن العلاقات مع القارة السمراء ترتكز دون شك على الصدق وتقاسم المصالح وقبل ذلك فهي علاقات صداقة ضاربة في اعماق التاريخ زادت ترسخا مع موجة تحرر البلدان الافريقية من الاستعمار الغربي.
وعاد نائب مدير المجمع الدولي الصيني للنشر ليجدد تأكيدات الخبراء والمسؤولين الصينيين بأن علاقاتهم مع الدول الإفريقية تبنى على المعادلة الرقمية»4- 6-1 «  ويتعلق الأمر بأربعة مبادئ وستة مشاريع وأرضية عمل واحدة.
وبخصوص مجالات التعاون، ذكر ذات المتحدث القطاع الصناعي والمالي، وكذا حماية البيئة والتقليل من الفقر، بينما المبادئ تكمن في الصدق والثقة التي تسمح بالتطور وتقاسم المصالح والتبادل بين منظمات المجتمع المدني، وفي أرضية العمل تطرق «ونغ غونغي» إلى أهمية وتحدي ترقية منتدى الشراكة الأفرو-صينية دائما إلى الأحسن.  
ومن المقترحات التي رافع عنها «ونغ غونغي»، التحلي بالواقعية في مواجهة الصعوبات التي تواجه التبادل التجاري الأفرو- صيني، وتشجيع الشراكة ما بين إفريقيا والصين خاصة في المجال الإعلامي.

الأولوية للأفارقة
من جهته «زهو روي» الأمين العام للجمعية الشعبية الصينية من أجل السلم ونزع السلاح وعدم التسلح، تحدث عن جهودهم ونشاطاتهم وشراكتهم مع العديد من بلدان العالم فيما يتعلق بالسلم والبيئة، على اعتبار أن الجمعية لديها ما لا يقل عن 184 خبير يمثلون جميع القطاعات في الصين.
 وبخصوص الشق المتعلق بعدم التسلح ونزع السلاح، أوضح أن لديهم العديد من الأيام الدراسية الثنائية تنظم بالشراكة مع عدة دول في العالم، على غرار اليوم العالمي للسلم في 21 سبتمبر مع الأمم المتحدة، اليوم العالمي للبيئة، بالإضافة إلى تنظيم منتديات ثنائية، ومنتدى كل سنتين، وأبدى إرادة قوية في تبادل الزيارات مع وفود الدول الأخرى خاصة الشريك الإفريقي، وأشار الأمين العام للجمعية من بين كل 70 مدعو يستقبلون ما لا يقل عن 40 شخص من القارة السمراء.
وعقب تشريح الدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في تعزيز التعاون والشراكة على جميع الأصعدة مثل المجال الاقتصادي والثقافي والجمعوي، توجت الجلسة،  بسلسلة من المقترحات من بينها تقاسم الخبرة وضرورة التعاون من خلال منح الصينيين الدول الإفريقية التكنولوجيا الحديثة والخبرة التقنية في مجال الصحافة الالكترونية، وتقنيات العمل العالية والتجهيزات المتطورة في مجال السمعي البصري.
أبدى الطرف الصيني استعدادا كبيرا وتقبلا  للمقترحات، مع الاتفاق على تبادل اللقاءات وتقاسم الأفكار من خلال النقاش المتواصل، ومحاولة القفز إلى تقارب أكبر في جميع مجالات التعاون واشتراط مرافقة الإعلام في كل كبيرة وصغيرة كونه شريك جوهري.
وعقب اختتام الأيام الدراسية التي نظمتها الجمعية الشعبية الصينية من أجل السلم ونزع السلاح والحد من التسلح، سطر خلال الأيام المقبلة سلسلة من الخرجات والزيارات للمقاطعات الصينية للوقوف على التجارب الناجحة من بينها مزارع نموذجية تستعمل فيها التقنيات الحديثة.
وتعد تعاونية شعبية مشتركة يغرس فيها فاكهة البرتقال إلى جانب حظيرة مائية وطبيعية يقال أنها مذهلة، ومن المقرر أن يتنقل الوفد الإفريقي خلال الأسبوع الثاني من الزيارة إلى كل من «نونشغ» التي تعرف بطابعها الفلاحي والسياحي وتعكس مدى تطور المؤسسات بـ»جيانكسي».   
ويتضمن البرنامج كذلك زيارة إلى مدينة «ينشوان» للوقوف على تجربة ما يطلق عليه بالطاقات النظيفة، وكيفية الوقاية من الرياح والرمال في القطاع الزراعي بأسلوب عصري وحديث أثبت نجاحا كبيرا في الصين وتوجد الرغبة في تصديره للدول الإفريقية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024