بروز قوى صاعدة يساهم في تسوية الأزمات
اعتبر الدكتور مختار مزراق، عميد سابق لكلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية (1984-1989 )، صاحب كتاب حركة عدم الانحياز في العلاقات الدولية، في تصريح لـ«الشعب» أن الحركة تجاوزت مرحلة المضايقات والمؤامرات التي عرفتها بعد انهيار المعسكر الشرقي، لكنها تعيش حاليا عصرها الذهبي، من خلال هامش التحرك الذي فتح له بفضل بروز قوى صاعدة كالصين، الهند وإيران.
أوضح الدكتور مزراق، أن الندوة الـ17 لدول حركة عدم الانحياز التي تحتضنها الجزائر، والتي دعي للمشاركة فيها “تمثل فرصة قد لا تعوض”، للتعبير عن دورها، وتقديم اقتراحاتها فيما يخص المواضيع المطروحة للنقاش وبحث الحلول، منها القضية الليبية وأزمة منطقة الساحل التي تعد أثقل القضايا في هذه الدورة .
هذه المواضيع من شأنها أن تساهم بشكل كبير في إعادة بعث نشاط الحركة، ويمكن ان تستدرك مرحلة التي عرفت فيها نوع من الركود، خاصة وأن القضايا المذكورة سالفا تشكل محور اهتمام مشترك لدول الحركة، وتمثل احد أهدافها التي تسعى لتحقيقها وهي مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، التي اتخذت من منطقة الساحل قاعدة للتحرك .
وبإمكان الحركة ـ كما أضاف ـ أن تساهم في إيجاد حل ليبيا لأنها دولة جوار بالإضافة إلى كونها شقيقة، كما تمثل القضية الليبية عمق استراتيجي بالنسبة للجزائر، هذه الأخيرة مؤهلة للعب دور في ذلك بحكم موقعها الجغرافي، وتجربتها الرائدة في مكافحة الإرهاب، وبإمكان الحركة من خلال الندوة أن تساهم في إيجاد حل، ومطالبة بتحضير أرضية صلبة لحلحلة هذه الأزمة .
ولفت إلى أن الحركة يمكن ان تستعين بالقوى الصاعدة المتمثلة في الصين، الهند، البرازيل وايران لتدعيمها في مواقفها المتعلقة بـ«دمقرطة “ العلاقات الدولية، التي تمثل احد الأهداف التي أخفقت في تحقيقها، بسبب العراقيل التي واجهتها في العشريات التي تلت سقوط المعسكر الشرقي .
وذكر المتحدث بانجازات الحركة منذ تأسيسها سنة 1961 لغاية 1979، والتي تمثل المرحلة الذهبية لها، حيث عملت على تشجيع استقلال الدول (استقلال 20 دولة افريقية)، بالإضافة إلى تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، مشيرا إلى القوى المعنوية التي تتمتع بها .