العمل على إعادة بناء عولمة عادلة

دعا المفكر والمحلل السياسي المصري، سمير أمين، حركة عدم الانحياز إلى العمل على استعادة حقوق كافة الدول في المشاركة في إعادة بناء “عولمة عادلة” ومنصفة.
وشدد سمير أمين خلال مقابلة أجرتها معه (واج) عشية انعقاد الدورة ال17 للمؤتمر الوزاري لحركة عدم الانحياز بالجزائر من 26 إلى 29 مايو الجاري على الدور الذي ينبغي أن تلعبه الحركة لضمان تساوي حقوق كافة الدول المشاركة في “إعادة بناء عولمة عادلة” على عكس ما هو عليه الآن.
وردا على سؤال حول طبيعة الرهانات والتحديات التي تواجه الحركة اليوم خاصة وأن العالم يعرف عدة تحولات ذكر المفكر أن الحركة التي رأت النور مع مطلع ستينات القرن الماضي قد انشئت أساسا ك«حركة لعدم الانحياز للعولمة” التي أرادت أن تفرضها القوى العالمية الكبرى.
وفي هذا الصدد يقول سمير أمين “نحن لسنا ضد كل أشكال العولمة ولكننا ضد هذا الشكل المجحف من العولمة الذي نحن ضحاياه فنحن نعيش في نظام عولمة غير متوازن وغير متكافئ وظالم  فمن ناحية يتمتع البعض بكافة الحقوق في الحصول علي موارد الأرض كلها لاحتياجاتهم بل لإسرافهم الحصري بينما يجب على الآخرين تقبل الأمر والرضوخ لمقتضياته حتى ولو علي حساب نموهم الخاص (...)”.  
وعلى حد تقديره فإن هذه العولمة تفرض علينا أيضا الرضوخ للقوى المستفيدة من هذا النظام العالمي والسماح لها ب«التدخل عسكريا لفرض احترام حقوقها المتعسفة في استغلال - أو سرقة - ثرواتنا” تحت غطاء الحرب ضد الإرهاب وتحرير الشعوب من الحكام المستبدين وغير ذلك.
ويرى الخبير الاقتصادي أنه من حق الشعوب اختيار طريقها المستقل نحو التطور وعلي القوى التي كانت ومازالت مستفيدة من هذا النظام أن تقبل وأن تتوافق مع متطلبات تطورها فالتوافق على حد تعبيره يجب أن يكون متبادلا وليس حكرا علي طرف واحد” فليس على الضعفاء أن يتوافقوا مع متطلبات الأقوياء بل على الأقوياء أن يتنازلوا من أجل توفير احتياجات الضعفاء ف«مبدأ العدالة قائم على رفع الظلم وليس على إدامته”.