نقص في المتابعة وتهاون شركات الإنجاز

نقـط سـوداء في قطاع النقـل بتيزي وزو

تيزي وزو: ضاوية تولايت

مشاريع متأخرة وميزانية غير مستهلكة ومحطات تعمها الفوضى

يشهد قطاع النقل بولاية تيزي وزو تأخر كبير في كافة المجالات، خاصة المتعلقة منها بانجاز المحطات الجوارية، ولعل اكبر دليل على هذا التأخر هو استهلاك 2٪ فقط من الميزانية المخصصة لانجاز مختلف المشاريع في السنة المنصرمة، والمقدر بـ 158 مليار دينار، فالقطاع يعاني من مشاكل جمة شكل معاناة حقيقية للمواطنين، نتيجة سوء خدمة النقل العمومي، وغياب أدنى الشروط في محطات النقل البرية والمواقف، إذ تفتقر إلى الشروط الضرورية لراحة المسافرين بسبب سوء التنظيم والنظافة.  هي وضعية توقفت عندها «الشعب».
رغم استفادة القطاع من مشاريع كبرى من شأنها تحسين الخدمات للمسافرين يوميا إلا أن غياب المتابعة المستمرة من طرف المسؤولين وتهاون الشركات المكلفة بالانجاز بالالتزام بمواعيد تسليمها، ما انعكس سلبيا على حياة المواطن وما صاحبه من مشاكل حال دون ارتقائه وتطوره في جميع الميادين.
فالقطاع رغم استفادته مؤخرا من محطة نقل بكافة النعجة أو منطقة بوهينون والتي كانت مخصصة للنقل بالسكك الحديدية، فتأخر انجاز محطة بوخالفة استوجب على السلطات المحلية تدشينها وتحويلها إلى محطة لنقل الحافلات. هذه المحطات رغم مرور سنتين فقط على استغلالها أضحت عبارة عن مواقف للفوضى، نتيجة ظهور عدة مشاكل بها على غرار اهتراء طرقاتها، وتحول وسطها إلى حفرة كبيرة تغمرها المياه في فصل الشتاء.
 اتهم السكان الشركات المكلفة بالانجاز بالسعي وراء مصالحهم الشخصية وتحويل الأموال دون مراعاة الشروط الأساسية في الانجاز.
وكما استفاد القطاع في الآونة الأخيرة من  ثلاث محطات وسطية بكل من واد عيسى، بني دوالة، تيميزار لغبار، والتي تم استلامها مع تدشين مخطط النقل الجديد في شهر جوان القادم، ولكن بعد سنتين يمكن القول أن هذه المحطات تصلح لأن تكون أي شيء عدا النقل نتيجة الأوضاع الحرجة التي آلت إليها، حيث ارتفعت عدد الحفر بها بسبب عدم احترام سمك الزفت الذي يجب تزويدها به، إلى  جانب افتقارها للشروط الضرورية من دورات المياه والمطاعم. ويعتبر هاجس اللاأمن من إحدى المشاكل التي يواجهها المسافرون، وأمام أعين السلطات التي رفضت تزويدها بحاجز أمني يسهر على راحة المواطنين.
ونتيجة لذلك، دعا السكان مسؤولي المجالس الشعبية ومديريتي النقل والأشغال العمومية إلى إسناد المشاريع إلى شركات متمكنة تراعي المعايير الدولية، من أجل وضع حد للإنجازات العشوائية، ولعل أكبر دليل على تلك الأوضاع التي آل إليها الطريق الولائي الرابط بين ايلولا امالو ومدينة تيزي وزو  تعرضه للانجراف بعد بضعة أشهر فقط من انجازه.
109 خط نقل وطني و233 ولائي تسجل  نقائص بالجملة
تحوي ولاية تيزي وزو على نحو 233 طريق ولائي و186 طريق بلدي من شأنها فك العزلة عن العديد من البلديات والقرى وخلق ديناميكية واسعة للنقل في وقت زمني وجيز، ناهيك عن 109 خط نقل وطني يربطها بالعديد من الولايات على غرار العاصمة، البويرة، بومرداس، دلس، البليدية، برج منايل، بودواد، وهران حاسي مسعود، الأغواط، عين تيموشنت، إلى جانب ذلك مجموعة من الخطوط الرابطة بين مختلف نقاط المنطقة، إلا أن غالبية هذه الطرق تتواجد في وضعية كارثية لعدم إعادة ترميمها من قبل المعنيين بالرغم من الشكاوي المتكررة لمستعملي هذه الطرقات، وحتى وان حظيت ببعض الترميمات فأغلبية المقاولين يتركون بقايا الأتربة بعد نهاية الأشغال.
كافة هذه الطرقات رغم تخصيص الدولة ميزانية كبرى لتحسين الأوضاع فيها إلا أن ذلك ذهب في مهب الريح، فالعديد من الطرقات أضحت نقاطا سوداء وذلك بكل من الطريق رقم 24 الرابط بين دلس وتيقزرت، نقطة عبور سيدي نعمان تيزي وزو، نقطة عبور عين الحمام، تيزي غنيف، الطريق البلدي لواقنون وغيرها والتي تستدعي تهيئة في أقرب الآجال قصد فك العزلة عن الولاية ومختلف دوائرها.
ولا يتوقف الوضع عند هذا الحد بل مواقف الحافلات هي الأخرى حدث ولا حرج فرغم تشييدها من أجل ضمان راحة للمواطنين، إلا أنها أصبحت لا تستعمل لهذا الغرض كونها تفتقر لأدنى الشروط على غرار الواقيات التي ستقيهم من حرارة الشمس صيفا والأمطار المتهاطلة شتاءا، ضف إلى ذلك انعدام الطلاء على الجدران بكل المحطات، وعدم تجديد شبكات الإشارات الضوئية، والتوجيهات، كما تتواجد كل المحطات في أماكن تحاصرها النفايات، على غرار محطة بوهينون، إلى جانب انعدام شروط النظافة بالمراحيض إن وجدت، وغياب الخدمات بمحطات النقل والمواقف.
مشاريع واعدة.. لكن متأخرة
وقصد القضاء على كافة مشاكل القطاع تم تدعيمه بالعديد من المشاريع التنموية التي من شأنها رفع الغبن عن السكان عبر الخطوط الداخلية، ولعل أهم مشروع انجاز محطة برية بمنطقة بوخالفة، ستضم هذه المحطة حسب المسؤولين كل المرافق الضرورية، إلا أن هذا المشروع الواعد يشهد تأخرا.
كما تم برمجة عدة مشاريع في مجال السكك الحديدية مثل خط للسكك الحديدية بين تيزي وزو وواد عيسى وكهربة الخط من الثنية إلى غاية مدينة تيزي وزو.
وفي السياق ذاته، برمج انجاز مشروع التيلفيريك منذ سنوات و لم تنطلق بعد الأشغال به رغم توفر كل الشروط والإمكانيات اللازمة، حيث انتقل مؤخرا وزير النقل عمار غول للإشراف شخصيا على انطلاق أشغال المشروع إلا أنه لم يعرف بعد الانطلاق.
كما أعدت مديرية النقل مخططا جديدا لحركة المرور، لفك الخناق الناتج عن حركة المرور، حيث تم تسخير ميزانية قدرها 10 ملايير دج لإنجاح هذا المشروع الذي يعد أساسيا لولاية تيزي وزو لبعث التنمية وإنعاش الحركة التجارية ورفع الضغط على سكانها، إلى جانب إطلاق دراسة انجاز 4 محطات متعددة الخدمات و12 محطة للنقل الحضري وقد خصصت لهذا المشروع ميزانية تزيد عن 67 مليون دج إلا أن غياب العقار حال دون تجسيدها ميدانيا.
وبين هذا وذاك، فان القطاع يسجل تأخرا تنمويا كبيرا بولاية تيزي وزو، ولعل اكبر دليل على ذلك هو عدم استهلاك ميزانية السنة المنصرمة ورغم ضخامتها والمقدرة بـ158 مليار دينار لم تتعد النسبة المستهلكة من الميزانية المخصصة لترقية قطاع النقل 2.10٪.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024