قانونيون يدعون من بلعباس إلى توسيع صلاحيات السلطة القضائية

نظم مخبر المرافق العمومية والتنمية بكلية الحقوق والعلوم السياسية لجامعة الجيلالي اليابس بسيدي بلعباس، يوما دراسيا حول الوظيفة القضائية.
 تميز بمداخلة الأستاذ عنتر يحي حول تأثير السلطة التنفيذية على القضاة والعمل القضائي في الجزائر في ظل دستور 1996، حيث أشار إلى الصلاحيات الممنوحة لكل سلطة كما ورد في هذا الدستور وكلها تظهر تغليب السلطة التنفيذية وأيضا التشريعية على السلطة القضائية، ويظهر أيضا تأثر الجزائر بكثير من الدول في هذا المنحى وفي مقدمتها فرنسا. ويتجلى ذلك في منح السلطة التنفيذية صلاحيات واسعة تؤثر بواسطتها على القضاة، ما ينعكس بوضوح على عملهم القضائي. وقال عنتر يحي، إن هذا له انعكاس واضح، منها محدودية صلاحيات السلطة التشريعية في الدستور واتّساع دائرة التنظيم بالنسبة للسلطة التنفيذية، الشيء الذي يبيح لهذه الأخيرة توسيع مجال التشريع، وما يترتب عنه تقليص دور القاضي في تفسير النصوص القانونية، جراء تدخل السلطة التنفيذية في التشريع، ناهيك عن استحداث هيئات إدارية شبه قضائية صارت تزاحم القضاء في مهمّته، دون أن ننسى تحكم هذه السلطة في المسار المهني للقضاة ولا سيما المناصب العليا.
وتطرقت فسيح جميلة في مداخلتها، إلى سلوك القاضي وتكوينه وأثرهما على الوظيفة القضائية، حيث بيّنت بأن الاستقلالية والنزاهة والحياد والتزام التحفّظ والشجاعة الأدبية، هي صفات لابد أن يتحلّى بها القاضي كي يؤدي مهمّته القضائية. واعتبرتها مؤثرات هامة في تعزيز الديمقراطية وبلورة فكرة دولة الحق والقانون، مشيرة إلى أن نزاهة القاضي واستقلاليته وكفاءته، لا تتحقق إلا بالتكوين الجيّد المرتكز على جعل القاضي يكتسب المعارف القانونية والقضائية بما يضمن ترقية مستوى أدائه المهني.
وقد برمجت أزيد من 10 مداخلات، أردفت بنقاش واسع وبنّاء سمح للمشاركين من طلبة الماجستير الاستفادة من تعقيبات وتوضيحات المتدخلين، بحسب بعض الطلبة لـ»الشعب».