تنفيذا لوصية المناضل من أجل القضية الجزائرية

الجزائر تستلم أرشيف المجاهد الراحل رامير هولزنقر

حمزة محصول

تسلمت مديرية مؤسسة الأرشيف الوطني، أمس، أرشيف المجاهد المتوفى رايمر هولزنقر، الذي طلب أن يسجى نعشه عند مماته بالعلم الوطني الجزائري، وأن توضع فوق قبره حفنة من تراب البلد الذي انخرط في ثورته التحررية ضد الاستعمار الفرنسي.
تحققت وصية المناضل رايمر هولزنقر المدعو “سي عبد الرحمن”، ذو الأصل النمساوي والانتماء الجزائري، مثلما قال مدير الأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي، أثناء إشرافه على حفل تسلم ما يملكه المجاهد الراحل من أرشيف يضم وثائق وكتب وصور إبان الثورة التحريرية الجزائرية، ومراسلات له عقب الاستقلال مع مسؤولين جزائريين، حرص على أن يمنحها ابنه بيتر هولزنقر للجزائر.
وحضر مراسيم استلام الأرشيف الثري، عدد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية وباحثون مختصون في تاريخ الجزائر الحديث، تقدمته سفيرة جمهورية النمسا بالجزائر، ألوازيا فورغيتر، ونجل “سي عبد الرحمن” الذي نفذ ما أوصاه به والده بمنح أرشيفه الخاص إلى مديرية الأرشيف الوطني.
وأفاد عبد المجيد شيخي بشأن الحدث والشخصية التي سجلت اسمها بأحرف من ذهب في سجل أصدقاء الثورة الجزائرية، “أن الأعماق النبيلة للإنسان بغض النظر عن الانتماء دفعته إلى دعم ومساندة الشعب الجزائري في قضيته العادلة”، وأضاف “أن الجزائر تعترف دائما بما قدمه هولزنقر لثورتها وسلمته السفيرة الجزائرية في فيينا قبل وفاته شهادة الجهاد وميدالية الجهد الوطني”. ونوه كثيرا، بحب المناضل للجزائر واستدل بعبارته التي أوصى بها، قائلا” إذا ما مت أرجو أن أسجى بالعلم الوطني الجزائري، وأرجو أن توضع حفنة من تراب ذلك البلد فوق قبري”، ولفت إلى أن أمثال هولزنقر يعتبرون أبناء للجزائر لأنهم فرضوا أنفسهم، ولم يكتفوا بالتضامن فقط وإنما انخرطوا في قضية الشعب التواق إلى الحرية.
أما بيتر هولزنقر، ابن السي عبد الرحمن، فعبر عن اعتزاز وفخر العائلة، بالمكانة التي لازال يحظى بها والده لدى الجزائر، وقال انه “انخرط دائما في القضايا العادلة وكان يكن حبا كبيرا للثورة الجزائرية والشعب الجزائري”.كما أشاد المتدخلون بمناقب الرجل ووقوفه الدائم إلى جانب الشعوب المستضعفة.
وتثبت السيرة الذاتية للمجاهد هولزنقر الذي ولد في ديسمبر 1921، هالتوفن بكارنثيا بالجنوب النمساوي، تأثره الكبير بالقضية الجزائرية، “ولما اندلعت ثورة 1954 صمم هولزنقر على مدها كل الدعم، وقدم عملا تضامنيا متنوعا فقام بتنظيم محاضرات وجمع التبرعات وتهيئة المخابئ للاجئين الجزائريين”.
وعمل في شبكة سعت دائما إلى حث جنود الفرقة الأجنبية من أصل ألماني ونمساوي المتواجدون بالجزائر إلى مغادرتها وترك القتال لصالح الإستعمار الفرنسي. وأسس عقب الاستقلال جمعية الجزائرية النمساوية وترأسها إلى غاية 1998 أسهمت كثير في ربط جسور التعاون بين البلدين.
وتضمن أرشيف رايمر هولزنقر، مجموعة من الوثائق والكتب تخص الفترة التي كان فيها مجاهدا وكذلك المراسلات التي تبادلاه مع المسؤولين بعد الاستقلال.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024