شكلت أزمة كورونا تحد كبير للرفع من درجة اليقظة الصحية والوقاية الاستباقية تجنبا لانتشار الداء ومضاعفة عدد الإصابات بالتركيز على تفعيل حملات التنظيف وتعقيم الأحياء والفضاءات العامة ومحاربة البؤر السوداء التي تشكل مرتعا خصبا لمختلف الحشرات الضارة خاصة منها البعوض المسبب الرئيسي للأمراض المعدية المهددة للصحة العامة..
يتوجس مواطنو ولاية بومرداس هذه الأيام مع بداية فصل الحر من عودة أسراب الحشرات الضارة في الوسط البيئي والسكاني بسبب استمرار ظاهرة المفرغات العمومية العشوائية والنفايات المنزلية التي تغزو الأحياء والأماكن العامة رغم المجهودات التي تقوم بها مصالح النظافة على مستوى البلديات ومؤسسة مادينات المتخصصة في عملية التطهير رفع القمامة ومعالجة البؤر السوداء التي لا تزال تشكل مصدر الخطر في ظل استمرار أزمة نقص الوعي وعدم اللمبالاة.
وقد زادت جائحة كورونا ومخاطر ارتباط الوباء بهذه الآفة واحتمالية ظهور أمراض معدية ومتنقلة عن طريق المياه الراكدة والحشرات الضارة إلى توسيع حملات التطهير والنظافة للأماكن العامة والمؤسسات الخدماتية تجنبا لتفشي الوباء القاتل شاركت فيها الهيئات العمومية والخاصة الى جانب الجمعيات وفعاليات المجتمع المدني ومواطنون متطوعون أرادوا المساهمة في هذه العملية للمساعدة في القضاء على الفيروس والتقليل من المخاطر المحتملة، وهي العملية التي أظهرت حجم التضامن والتعاون ومدى الإحساس بالمسؤولية الجماعية والمشتركة لمحاربة الوباء والحفاظ على الحياة، لكنها تبقى محتشمة عندما يتعلق الأمر باحترام البيئة والابتعاد عن السلوك السلبي المضر بالمحيط العمراني.
كما يأمل المواطنون أن تلعب مكاتب النظافة على مستوى البلديات دورها المنوط بها الى جانب مديرية البيئة والجمعيات الناشطة افتراضيا من أجل التحسيس بأهمية الاهتمام بالعامل الايكولوجي وتوسيع حملات التطهير والتنظيف التي تقوم بها سنويا عند بداية فصل الصيف عن طريق رش المبيدات للقضاء على بؤر تجمع الحشرات والبعوض خاصة على مستوى النقاط السوداء بمحيط المفرغات والحاويات وأقبية العمارات، وهي المهمة التي بدت محتشمة هذه السنة حسب ملاحظات المواطنين بعدما تركزت كل الجهود في مكافحة كورونا.
وتبقى ظاهرة المفرغات العشوائية وتأخر رفع القمامة المنزلية وسط الأحياء وغياب الثقافة البيئية لدى المواطنين احد أهم المخاطر المهددة للصحة العامة بولاية بومرداس، حيث تعاني أغلب البلديات من غياب مفرغة عمومية مراقبة لتسيير أزمة النفايات المتزايدة يوميا مع نقص الإمكانيات ووسائل رفع ونقل القمامة إلى مركز الردم التقني بقورصو الذي يشتغل فوق طاقته الاستيعابية.
كما يتخوف المواطنون من تزايد أسراب الحشرات الضارة خلال هذه الصائفة بسبب الحرارة وقلة الأمطار وبرودة الطقس التي كانت تساهم طبيعيا في القضاء على هذه البؤر قبل انتشارها، وهو ما يستدعي حسبهم إجراءات احترازية مسبقة للتقليل من خطر الآفة التي بدأت تتوسع في السنوات الماضية بظهور ولأول مرة نوع جديد من الحشرات غير مألوف محليا وهو بعوض النمر الخطيرة كدليل على تدني الظروف البيئية وتدهور المحيط السكني.