هل هي بداية الإنفراج لتجاوز التراجيديا التي نعيشها بملل وهستيريا منذ أزيد من شهر، آملين الخروج إلى بر الأمان في أقرب فرصة وتحدي فيروس كورونا الصامت الذي وضع الدول في طوارئ وفرض إجراءات عاجلة لتعزيز منظومة صحية وجدت نفسها فجأة في وضع لم تألفه، وواقع جديد غير مسبوق.
الأرقام المتداولة في اللقاء الإعلامي اليومي بشأن الوضعية الوبائية لفيروس «كوفيد-19» ببلادنا، تحمل مؤشرات إيجابية عن الحالة الصحية بها، تترجم فعالية الاستراتيجية الإستباقية المعتمدة منذ ظهور الوباء لأول مرة بووهان الصينية، وما تضمنته من تدابير احترازية راهنت على الأطقم الطبية وشبه الطبية، ليس فقط في التكفل بالمصابين لاحقا ومنحهم الرعاية والعناية، بل التحسيس بجدوى إلتزام المواطنين بنظام اليقظة والتأهب، الذين يقع عليهم رهان رفع التحدي ومسؤولية مواجهة الوباء ووضعه تحت السيطرة.
إنها حقائق يصنعها الميدان، وأخبار سارة ينقلها المشهد المتغير، ساهم فيها ولا يزال الجيش الأبيض في جبهة الدفاع الأمامية، يخوض حربا على أخطر فيروس لم تشهده البشرية في تاريخها، مقدما تضحية في التصدي للوباء تؤكدها حصيلة تراجع منحنى الإصابات والوفيات وتزايد عدد من تماثلوا للشفاء أو مَن هم تحت العلاج عبر الوطن.
الأرقام وإن ظلت متذبذبة، لا تستقر عند حدود دنيا وبصفة نهايئة، فهي تثبت بالدليل القاطع نجاعة الآليات المجندة في محاربة وباء العصر، اعتمادا على قدرات ذاتية وتجربة صحية أكتسبت من محاربة أمراض وفيروسات في مراحل سابقة. لكن يبقى الحذر والاحتياط أكبر الخيارات لمواجهة الفيروس في معركة استئناف الحياة الطبيعية كلها.
المؤكد، أن هذا الجهد الصحي ساهمت فيه أيضا، هياكل الكشف الفورية التي دخلت الخدمة من الباب الواسع في أكثر من منطقة جغرافية، معجلة بمرافقة فورية للمشتبه في إصابتهم بـ «كوفيد-19»، واضعة حدا لتنقلات مستخدمي الصحة نحو ملحقات بعيدة تعطل من عمليات الكشف والتحاليل.
هذا الاجراء المعتمد في مقاربة صحية لها وزنها وقيمتها، أعطى قوة إضافية في التكفل بمرضى فيروس كورونا تولتها أطقم طبية لها كلمتها الفاصلة، عجلت من وتيرة الكشف المبكر عن حالات الاصابة المؤكدة والمشتبه فيها.
بين هذا وذلك، يبقى المواطن الرهان الكبير في المعركة ضد الوباء وعليه تقع المسؤولية في الالتزام بتدابير الحجر الصحي والعزل المنزلي وتجاوز أي سلوك انفرادي يستخف بوباء خطير، الوقاية فيه خير علاج.