أكد الأستاذ في علم التاريخ بجامعة تيبازة محمد مودوع، أمس، أن الكثير من الشعوب اعترفت بعظمة الثورة التحريرية، حيث أيدتها ودعمتها تماشيا مع استراتيجيتها التي تقول إن إيجاد الحل يكون في الإطار المغربي العربي، مشيدا بالدور الإيجابي الذي لعبه الشعب الليبي ومنطقة ليبيا في احتضان الثورة المجيدة.
أوضح الدكتور في منتدى الذاكرة بيومية «المجاهد»، إحياء للذكرى 62 لمعركة» ايسن» أن موقف ليبيا الداعم للثورة جاء استنادا إلى الملك الليبي الجزائري محمد سنوسي الوحيد الذي رفض توقيع اتفاقية إجازة شرعية الاستعمار الأمر الذي جعله عدوا لفرنسا وداعما للمقاومات الجزائرية خاصة في معركة «ايسين».
وأضاف أ.مودوع أن دور الحاكم آنذاك كان من خلال جمع جيشه وتذكيرهم بدعم الجزائر لليبيا في شمال إفريقيا بقوله»إخواننا الجزائريون لاتزال قبورهم شاهدة على دعم بلدنا» الأمر الذي زاد الجيش الليبي تحفيزا وشجاعة من حيث السماح بالتمرير على الجنوب الذي أصبح آمن عبر ليبيا، وهو الأمر الذي جعل فرنسا تعتبر أن خروجها من الجنوب أكبر خطأ استراتيجي.
وأكد أستاذ علم التاريخ أن الوثائق التاريخية حول معركة ايسن تختلف بين الطرف الفرنسي الليبي والجزائري الذي يرتكز اليوم على المشاركين في الثورة، غير أن أغلب التصريحات تقول بوجود 18 سيارة و8 أشخاص حيث تم احتجاز القافلة حينما حدث نقاش بين الجيش الليبي والجزائريين وتوصلوا خلالها إلى التفاهم لحرق القافلة لكن ليس بالتراب الليبي وإنما على التراب الجزائري ليتم بعدها أخذ الجزائريين إلى الجيش الليبي في حين قتل الفرنسي الوحيد لتتهم فرنسا بعدها ليبيا بدعم الجزائر وتستمر في مواصلة هجومها على المراكز الجزائرية.
وكانت لمعركة «ايسن» نتائج أبرزها يقول الأستاذ إسقاط طائرة واستشهاد اثنين وتدمير بعض المنازل لتقوم بعدها ليبيا حسب ما جاء في الوثائق التاريخية برفع شكوى ضد فرنسا وأدى إلى التحقيق في الأمر الذي انتهى بإدانة فرنسا باعتداءاتها على الليبين في ترابهم.
وانتهى الأمر في الأخير بمعرفة نوايا الطرف الليبي الذي لم يكن يرغب أن يمس الاتفاق مع فرنسا ولا يمس شرف الجزائريين الذي هو من شرف ليبيا .
وقال أمين وطني في منظمة المجاهدين على بوغزالة إن معركة «ايسن» وقعت على بعد آلاف الكيلومترات كانت تضم 6 مجاهدين وأغلبيتهم من سكان قات وذلك في الحدود الليبية الجزائرية، حيث وقعت آخر النهار وكان اختيارهم سليما مع السائقين الجزائريين الذي كانوا مسلحين باعتبارهم كانوا عساكر لدى فرنسا.
بدوره المجاهد عبد الله دباغ أكد أنه وبعد التحضيرات التي كانت في البحرية لأجل إسقاط بواخر المستعمر تم توجيههم إلى ليبيا وهم 8 أشخاص للمحاربة في الصحراء حيث تم الدخول عبر فزان الليبية وسمح لهم بتمرير الأسلحة أين قاموا بالمعركة التي كانت تضم 100 مجاهد ليس أكثر كما تشير إليه بعض الشهادات، غير أن تدخلهم في الجنوب كان إيجابيا بالنظر إلى ارتفاع المستوى القتالي لهم بفضل التكوين الذي تحصلوا عليه في تمرينات الضفادع البشرية التي أشرف عليها أحمد بن بلة .
كما ثمن الاستاذ والمجاهد عثمان الدمرجي الموقف الليبي العربي الذي ترك بصمة في تاريخ الشعوب المؤيدة للثورة التحريرية، غير أن موقفهم تميز في معركة ايسن الحاسمة والفاصلة باعتبارها معركة توضيح النوايا وترسيخ فكرة تأييد المغرب العربي للقضية.