الانتشار المخيف لمرض السرطان يستدعي مخططا وقائيا عاجلا

أرجع البروفيسور « بيير كولونا  « أسباب ارتفاع  نسبة الأمراض السرطانية الى زيادة معدل الحياة لدى البشر، وهو الأمر الذي ينطبق تماما على الجزائر في الوقت الراهن .
وقال «  كولونا « وهو أستاذ مختص في أمراض السرطان بالمستشفى الجامعي « جورج بومبيدو « بباريس، في مداخلته عن « واقع السرطان اليوم « بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة هذا الداء الذي احتضنه أمس نزل الحسين بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، أنه كلما ارتفع معدل الحياة كلما ارتفعت الإصابة بهذا الداء وهو أمر لم يكن  منتشرا بهذا الشكل الرهيب قبل قرن من الزمن .
وأضاف المتحدث أن داء  السرطان هو أحد الأمراض المزمنة كثيرة التعقيد  وهي تحتاج في حقيقة الأمر إلى مخطط  يدعى « مخطط السرطان « وذلك عن طريق وضع  كل الإمكانيات التشخيصية والعلاجية لمواجهته، حيث ذكر بأن التشخيص المبكر للسرطان يمكن القضاء عليه نهائيا عن طريق الجراحة، لكن الأمر يصبح أكثر تعقيدا عندما يستفحل المرض في المصاب وقتها يلجأ الطب الى بدائل علاجية  أكثر تأثيرا وضررا على جسم المريض.
وأعطى البروفيسور « كولونا « أرقاما عن الإصابة بالسرطان في العالم، حيث أشار أنه من بين 100 ألف نسمة يجود حوالي 350 مصاب بسرطان «القولون»  و300 حالة لسرطان الثدي، كما أرجع  المتدخل وفي ذات السياق أن سرطان «القولون « يعود في 30 % منه إلى نوعية التغذية، بينما يرجع سرطان الرئة في 80% من حالاته إلى التدخين .
وأشار المتدخل في الأخير الى أن عوامل كثيرة يجب أن تتوفر حتى يمكن متابعة المصاب بداء السرطان، خاصة في المتابعة « الشخصية « لكل مريض على حدى وهي أساليب متبعة في أحد الدول المتقدمة « ككندا «، مؤكدا في الختام أن بعض الأعمال البسيطة من ِشأنها تحاشي الإصابة بالسرطان كالوقاية على العموم، خاصة بالنسبة للتدخين المتسبب في سرطان الرئة والوقاية من التعرض لأشعة الشمس فيما يتعلق بسرطان الجلد.
ومن جهة أخرى كشفت التقديرات الأخيرة  أن ولاية قسنطينة ستعرف في غضون السنة الجارية (2014)،  1070 إصابة جديدة بالسرطان، منها 630 إناث و440 ذكور، وهذا إضافة الى 3260 حالة تم إحصاؤها منذ السنة الماضية .      
 والجدير بالذكر أنه تم أيضا التطرق في هذا اليوم الدراسي الى « واقع السرطان في قسنطينة من 2011 وحتى 2018» و « متابعة حالات السرطان في المستشفى الجامعي بن باديس « كما تم الكشف عن دراسة حديثة أجراها الدكتور» مجيد مرداسي» على طلبة معهد الإعلام  بجامعة بقسنطينة ومدى إستيعابهم لفكرة مرض السرطان في الوسط الجامعي .