أكد الرئيس المدير العام لاتصالات الجزائر أزواو مهمل، أمس، أن مؤسسته تسير في إطار مخطط التحول وإعادة الهيكلة إلى تحسين وتطوير نوعية خدماتها ومواصلة حركيتها لمواكبة التغييرات بالرفع من بنيتها التحتية، استجابة للحاجيات الوطنية وتماشيا مع توجهات الاقتصاد الوطني لأنه لا يمكن التحدث عن تنمية اقتصادية دون توفر بنية تحتية للاتصالات.
في هذا الإطار أوضح أزواو ضيف «الشعب» أن اتصالات الجزائر اتخذت جملة من الإجراءات للتسهيل على المواطن الحصول على خدمات ذات نوعية، عبر اقتناء آخر التجهيزات التكنولوجية الحديثة واستدراك النقائص والعراقيل التي تحول دون ذلك سواء على مستوى الوكالات التجارية أو المصالح التقنية.
وبخصوص الشكاوي التي كثيرا ما أرقت الزبائن والمتعلقة بالأعطاب قال ذات المسؤول أن الظاهرة تسجل بكثرة في المناطق الحضرية بالولايات الكبرى كالعاصمة، قسنطينة وهران، حيث تتواجد شبكات قديمة والتي كانت أصلا مخصصة لخدمة الهاتف الثابت والتي لا تصلح لربط الانترنت ذات السرعة الفائقة «أديسال»، إلى جانب سرقة الكوابل النحاسية التي تعد ظاهرة عالمية.
وأشار أزواو إلى الاستراتيجية الجديدة للمؤسسة لتجاوز هذا المشكل عبر مراكز الهاتف والقضاء نهائيا عليه مستقبلا إلى تعميم الألياف البصرية كحل فعال ضد سرقة الكوابل وهي أكثر تماشيا مع التكنولوجيات الحديثة ما يمكننا من احتواء الطلبات المتزايدة لتخفيف الضغط على الوكالات التجارية وسرقة الكوابل، بالإضافة إلى تجهيز المناطق غير المجهزة أو تلك التي أصبحت علبها مشبعة.
غياب فضاء لوضع أجهزة الألياف البصرية عائق حقيقي بالمناطق الحضرية
وكشف في هذا السياق أنه خلال هذا الأسبوع تم استقبال أول طلبية قدرت بـ 700 ألف من الأجهزة الخاصة بتنصيب الالياف البصرية لربط الزبائن، بالإضافة إلى اتفاقيات أخرى، على أن الامر يرتبط بإيجاد أماكن لوضع هذه الاجهزة حيث يصعب الأمر بالمناطق الحضرية، ولهذا لجأ المجمع إلى الاتفاق مع بعض المؤسسات التربوية لتمكينها من استغلال بعض المساحات لوضع الاجهزة المقتناة، موضحا أن رؤية المؤسسة تتجه إلى تعميم ربط كل الزبائن بالألياف البصرية، حيث ذهب تفكيرهم إلى تنصيب الأجهزة فوق العمارات.
وفيما تعلق بألياف ربط البناءات أو المنازل بخط واحد للهاتف وجهاز التلفزيون وموزع الانترنت «مودم» أو ما يعرف بـ «أف.ت.ت. يكس» وهي الخدمة التي تم تقديمها بموجب اتفاق بين ديوان الترقية العقارية والمتعامل الأجنبي «سبيكوم» ونجحت بالنسبة للمؤسسات في حين لم تحقق المرجو منها بالنسبة للزبائن العاديين، وأرجع أزواو ذلك إلى امتناعهم عن الدفع بحجة أنها غالية وتوقيف الخدمة بسبب الغاء العقد.
وفي هذا الإطار أكد الرئيس المدير العام لاتصالات الجزائر، أن المؤسسات يتم اعطاؤهم هذه الخدمة خارج هذه الاتفاقية، أما بالنسبة للزبائن العاديين فيتم معالجة هذا الخطأ، مشيرا إلى امكانية استفادتهم من خدمة خط الهاتف العادي الذي يبدأ برقم 021 بدلا من 098، ونفس الأمر بالنسبة للانترنت ذات السرعة الفائقة عبر «أديسال»، خاصة وان المؤسسة أبرمت العديد من العقود بهدف تلبية الطلبيات الدورية المتعلقة بالأجهزة الخاصة بالألياف البصرية خاصة بعد تجاوز مشكل الآجال المطروحة في الصفقات عبر ابرام اتفاقات إطار مع عديد من الممونين والتي بموجبها لم تعد الآجال بين الطلبية والتسليم تتجاوز شهرين، وتم إعطاء أوامر للمدراء لربط كل الأحياء السكنية، بالإضافة إلى تبادل النقاش مع المقاولين لمعالجة مشكل الكوابل .
وبخصوص المشاكل التي تعترض أعوان الوكالات التجارية لا سيما بعد تعميم تسديد الفواتير على كل الشبابيك، والتي كثيرا ما تصطدم بعدم توفر سيولة نقدية ما عدا لدى القابض الرئيسي، أوضح أزواو أن المشكل يكمن في كون أن الوكالات لم ترق بعد لان تكون تجارية بمعنى الكلمة فمازالت تتعامل على أساس انها وكالات لتسديد الفواتير وتلقي شكاوى الجمهور، ومن ثم فإن هذا الاجراء جاء للتسهيل على الزبون وليس هو الوحيد فهناك إجراءات عديدة اتخذت في هذا الإطار.
وذكر ذات المسؤول بجملة من الاجراءات المتخذة لتسهيل تسديد الفواتير كاعتماد بطاقة لتعبئة رصيد الانترنت ذات السرعة الفائقة والتي سيتم تعميم توزيعها على مقاهي الانترنت، وكذا عبر مكاتب البريد سواء للتسديد أو التعبئة، بالإضافة الى اطلاق خدمة جديدة من خلال التسديد عبر الحساب البريدي الأسبوع الماضي، عبر التسجيل في مكاتب البريد للانخراط في الخدمة، حيث سيتم منحه رقما سريا بموجبه يمكنه الدخول لفضاء الزبائن ودفع فواتير الانترنت إلى جانب ذلك هناك تفكير لتعميم الاشتراك بدفع فاتورة الهاتف ما سيخفف الضغط على الوكالات وتجاوز مشكل السيولة وما يتبعها من مشاكل.
من جهة وبغية تقديم خدمات أحسن لزبائن اتصالات الجزائر، أكد أزواو أنه حاليا يتم اعتماد تكوين دوري لمواردها البشرية للرفع من مستوى الخدمات ونوعيتها لا سيما بشبابيك الاستقبال، بما فيهم الموظفون الجدد من خريجي الجامعات في إطار عقود ما قبل التشغيل والذين سيتم ادماجهم حسب حاجيات المؤسسة كل في رتبته ومسؤوليته.