حدد رئيس الجمهورية في احتفالية اليوم الوطني للصحافة التي اقرها منذ سنوات قلائل ،خارطة طريق للأسرة الإعلامية مقدما أرضية عمل للمرحلة الحاضرة والآتية. وهي مرحلة تخوض الجزائر معاركها اعتمادا على استقلالية قرار وخيارات سيادية مراهنة على دور الاعلام في المرافقة والتقييم والتقويم بعيدا عن اي تسيب وإهمال.
وذكر الرئيس في رسالة تعد برنامج عمل للأسرة الإعلامية ما يتوجب فعله في مسار إنمائي وبنائي لجزائر أقسمت اللحاق بركب الأمم معتمدة على ابنائها وسلطتها الإعلامية المطالبة بان تكون أكثر احترافية ومهنية في مقارعة الواقع المتغير وتغطيتها للأحداث المتسارعة ، مقدمة اقتراحات حلول لتعقيدات ظرف دون الاكتفاء بالتهويل والعويل والترويج للقاعدة السلبية «كل ليس على ما يرام».
وبعد ان غاص في تاريخ مسار الجزائر ومحطاتها المتعددة التي رافقها الإعلام وساندها بلا تردد، حرص الرئيس بوتفليقة على التأكيد على مسؤولية الإعلام في التصدي لمخاطر وتحديات الزمن وهول المحيط الجيوسياسي المهتز تحت الأزمات والصراعات. وهي مسؤولية كبيرة تحتم على أسرة الإعلام التحلي باليقظة وبعد النظر وعمق التحليل في التنبيه الى المخاطر المحدقة بالبلاد والترويج للجبهة الشعبية الموسعة ، متسلحة بالروح الوطنية ومتشبعة بالحرص على صيانة الوطن الذي انتزع حريته واستعاد سيادته بنضال الدم والدمع. واستدعى من اجله تضحية ثانية في العشرية الحمراء التي سقط فيها الكثير من اهل القطاع وبقيت الجزائر صامدة واقفة.
بهذه المقاربة الامنية والسياسية والاستراتيجية التي تلعب فيها الصحافة الدور الكامل وتكون الشريك الاساسي ، تتعزز السلامة الترابية وتتقوى وتتحول الى حصن متين تتحطم علية كل مؤامرة ومناورة مهما بلغت درجة القوة والتحدي.
بهذه المقاربة تسد فجوات التهديدات وتصد. وتصبح عندها الصحافة عنوان التطور والبناء الوطني وتبقى السند الامن لكل مسار سلم وقيم مصالحة والعيش معا في سلام. المبادرة الجزائرية التي وجدت التأييد المطلق من كافة العواصم وباتت منهجا لاضفاء حالة هدوء وسكينة على عالم مضطرب بالازمات والنزاعات حولته إلى بارود يحمل كل مؤشرات الانفجار.